يخطو عدد من الجهات الحكومية وعدد آخر من الجمعيات الخيرية السعودية المختصة في التنمية الأسرية، خطوات جادة للأمام بابتكار استراتيجيات جديدة لجعل المجتمع السعودي، وخصوصا العاطلين والعاطلات عن العمل لأسباب متفاوتة، منتجين في مجتمعهم، بدلا من أن يكونوا عالة على أسرهم، خاصة إذا كانت الحالة المادية لأسرهم متدنية نتيجة المداخيل المحدودة التي يتحصل عليها رب الأسرة من جهة عمله، أو وفرة الأبناء وارتفاع تكلفة الاحتياجات الضرورية وحتى الكماليات. وتلقى على سبيل المثال الأسر المنتجة دعما وتفاعلا واضحا من القطاع الخاص في دعم هذه مشاريع لتلك الأسر بهدف تنميتها خاصة في ظل تزاحم العديد من المهرجانات، مما يعود على المجتمع بشكل عام بالنفع، ويحول العاطلين عن العمل إلى منتجين وفاعلين في مجتمعهم، يساهمون مع أسرهم في توفير معيشة كريمة. ففي المنطقة الشرقية لم تنحصر الأركان الخاصة في مهرجانات عيد الأضحى بالفعاليات الخاصة للأطفال والتعليم والتثقيف لكافة أفراد المجتمع بل تعدتها لتصل إلى تقديم للمجتمع بأن هناك من يحتاجون إلى الدعم وهم الأسر المنتجة وهم عادة من شريحة المحتاجين والفقراء الذين يسعون إلى كسب قوت يومهم بالكسب الحلال والتعفف بعيداً عن سؤال الآخرين ومد اليد لهم، كما دخلت على الخط في مهرجانات الشرقية هذا الموسم منتجات نزلاء السجون الذين يلقون التشجيع لتنظيم وقتهم واستغلال وقت الفراغ بما يفيدهم ماديا ومهنيا. ويتعامل القائمون على المهرجانات الوطنية بالشرقية طوال العام بأهمية بالغة للاستفادة من توافد آلاف الزائرين بكونها الأكثر جذبا على مستوى المملكة من حيث السياحة الداخلية حسب الأرقام الرسمية من الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال مركز الدراسات والإحصاءات بالهيئة (ماس). في القطيف وتحديدا في مهرجان الدوخلة العاشر المقام في بلدة السنابس بجزيرة تاروت افتتح محافظ القطيف خالد الصفيان المعرض الخاص بمنتجات نزلاء ونزيلات سجون المنطقة الشرقية وذلك بموافقة أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وبمتابعة من قبل مدير السجون بالمنطقة العميد سعد محمد العتيبي بحضور عدد من مسؤولي قطاع السجون ومكتب بصيرة بالشرقية. وتعتبر هذه المشاركة هي الرابعة لسجون الشرقية من خلال هذا المهرجان كما يؤكد المشرف على المعرض محمد البدر والذي بين أن منتجات النزلاء والنزيلات من ضمن خيمة الدوائر الحكومية. ولفت البدر أن المعرض الأول في عرض منتجات وأعمال النزلاء كان في العام 1432 ه والذي كان باكورة انطلاق هذا المعرض وصنف الأول من نوعه في ذلك العام والذي يعكس ما وراء أسوار السجون من إبداعات وأفكار ومواهب لما لذلك من أثر إيجابي على النزيل او النزيلة كما انهم يستثمرون أوقات الفراغ بما يعود عليهم بالنفع والفائدة. ويحوي المعرض على مجموعة منتقاة من أعمال النزلاء والنزيلات في قسمين نسائي ورجالي تشمل الصناديق الخشبية والأبواب والنوافذ وأعمال الكروشية والإكسسوارات النسائية واللوحات الفنية والتشكيلية ويستمر المعرض حتى نهاية المهرجان يوم الأحد المقبل. كما أن مهرجان الدوخلة يستضيف سنويا الأسر المنتجة بهدف دعمها ماديا ومعنويا في هذا المهرجان الذي يصل زواره سنويا إلى أكثر من 200 الف زائر بحسب إحصائيات القائمين على المهرجان. وفي الخبر وتحديدا في مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) افتتح معرض (حرفة وطنية) للأسر المنتجة أبوابه بمشاركة أكثر من 25 أسرة منتجة وبحضور كبير من المواطنين والمقيمين ويستمر حتى يوم الجمعة القادم من الساعة الرابعة عصراً وحتى التاسعة ليلاً. وجاءت فكرة المعرض استشعارًا لأهمية قطاع المستثمرات من المنزل وما يشكله هذا القطاع من قوة اقتصادية محركة للتنمية الاقتصادية في المملكة، ويعتبر من أهم الموارد البشرية للأيدي العاملة الشابة والوطنية ويتم تنظيمه بالتعاون مع فريق شموع وطنية. ويهدف المعرض إلى دعم الأسر المنتجة وإبراز منتجاتهن وزيادة العوائد المادية لهن ولأسرهن ويتضمن عددا من المنتجات منها حياكة السدو، فن الكوروشيه، التصوير الفوتوغرافي، الأعمال الفنية، خياطة الملابس الشعبية، التطريز، المأكولات الشعبية، خبز الصاج بأنواعه. وأوضح مدير عام مركز "سايتك" حبيب أبو الجدائل أن تنظيم هذه المعارض إيماناً منه وتماشياً مع توجيهات ولاة الأمر في القضاء على الفقر وتأمين الحياة الكريمة لجميع أبناء الوطن والتعاون مع الجهات المختصة لتأهيل من يمكن تأهيله من المستفيدين من أجل تمكينهم من كسب معيشتهم ودعم مشروعاتهم الإنتاجية. فيما أشار مدير العلاقات العامة والتسويق وليد الرشيد ان المعرض يمثل فرصة حقيقية أمام المشاريع المنتجة لتعريف شريحة واسعة من المستهلكين على منتجاتها ودخول السوق بشكل ينعكس إيجابياً على أداء هذه المشاريع واستمراريتها على نحو يساهم في تحسين مستوى دخول أصحاب هذه المشاريع وتمكينهم من رفع مستواهم المعيشي، وذكر أيضاً أن المركز سوف يدعم هذه الأسر بتنظيم دورات تدريبية مع المختصين لمساعدتهم في تسويق منتجاتهم في السوق. وقالت "أم محمد" إحدى المشاركات في معرض"سايتك": إننا نطالب بعمل حلول عملية للمشاكل الكثيرة التي تواجه آلاف الأسر المنتجة، وفي مقدمتها مشاكل النقل والمواصلات وتوفير أماكن لعرض وتسويق منتجاتها. فيما أفاد رئيس مجلس إدارة مركز دعم الأسر المنتجة "جنى" محمد بن حمد الخميس، انه تم تمويل 575 سيدة أعمال ناشئة بأكثر من 7 ملايين ريال خلال الأشهر الأربعة الماضية من محفظة مالية من بنك التسليف والادخار السعودي بقيمة 36 مليون ريال التي من المتوقع ان تمول 2400 سيدة أعمال ناشئة ومبتدئة، ونطمح إلى أن نصل بالقرض إلى 80 مليون ريال قبل سدادة للبنك بعد ثلاث سنوات من خلال تدوير القروض على مستفيدات جدد التي ستبدأ من 20 ألفا - 50 الفا. وأكد إن هناك مباحثات مع إمارات وأمانات عدد من المناطق بالمملكة لإقامة مقرات للأسر المنتجة ومشاركتها في معارض دائمة وبناء أكشاك دائمة لهم في الأماكن المخصصة لأمانات المناطق، حيث نملك 11 فرعا في 9 مناطق بالمملكة وخلال السنتين القادمتين ستتم تغطية باقي مناطق المملكة بإذن الله تعالى. وكشف بموازاة ذلك عن الانتهاء من توقيع اتفاقية بين مركز بناء الأسر المنتجة "جنى" مع البرنامج الوطني للحرف والصناعات الوطنية"بارع" في مدينة الرياض لتسويق وتبني إنتاج الأسر المنتجة التابعين لمركز"جنى". وعبر الخميس عن اعتقاده بأن تنامي عدد الأسر المنتجة سيحول السعودية إلى بلد منتج ومصدر لمنتجات ذات علاقة بالبيئة والتراث، وهو ما يدعم الاقتصاد الوطني، وتوقع الخميس أن يرتفع عدد الأسر المنتجة في السعودية خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 100 ألف أسرة، في ظل وجود دراسات وخطط لتعزيز مكانتها. ووفقاً للمدير التنفيذي لمركز"جنى" الأستاذ محمود الشامي، فإن مركز دعم الأسر المنتجة قدم حتى الآن حوالي 33 ألف قرض بقيمة بلغت حوالي (120) مليون ريال بمشاريع الأسر المنتجة، وتسعى خلال السنة الحالية ومن خلال المشاريع الواعدة إلى أن يتم منح 1000 قرض للنساء الواعدات بقروض تتراوح قيمتها من (20-50) ألف ريال كنواة أولى للمشاريع المميزة وذات قيمة اقتصادية بالمجتمع، في كل من الخبر والدمام والاحساء والقصيم وحائل وجازان ومكة المكرمة لتمكين النساء من أدوات الإنتاج لتحقيق الهدف العام للمشروع وهو تمكين المرأة بالمجتمع اقتصاديا واجتماعيا من خلال فروع المركز على مستوى المملكة. ولفت مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية أمين عام مجلس التنمية السياحية المهندس عبداللطيف البنيان، إن الحرف والصناعات اليدوية تمثل أجمل مظاهر التراث وإبداعاتها عن حياة الشعوب ونمط عيشها وأسلوب تفكيرها، كما تعد الحرف والصناعات اليدوية إرثا ثقافيا ومجالا للابتكار يساهم في تحسين الدخل ورفع مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل وهو كذلك مصدر لتنمية الموارد الاقتصادية وعامل لإنعاش الحركة التجارية والسياحية، لذا تسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بالبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) إلى تنمية الحرف والأسر المنتجة وتسويق منتجاتها من خلال إقامة مهرجانات وفعاليات وتنظيم معارض وبازارات بالتعاون مع الجمعيات الخيرية ومراكز التسوق ودعم مشاركه الحرفيين، إلى جانب تنفيذ مجموعة من الدورات على بعض الحرف والمهن يقدمها متخصصون في مجال الحرف والتنمية البشرية، محققةً بذلك المحافظة على الحرف والصناعات اليدوية من الاندثار والمحافظة على جودة المنتج، كما يقدم البرنامج الدعم المالي من خلال التعاون مع المؤسسات المانحة مثل بنك التسليف وبعض الجمعيات الخيرية، في حين تهتم الهيئة بالدعم لأصحاب الأفكار والمشاريع الواضحة وفق الشروط والضوابط، وبشأن الأسواق التراثية يتم تهيئة الموقع وتشغيله من قبل حرفيين وتخصيص بازارات لمزاولة حرفهم وشراء مواد الخام للحرف المتميزة او التابعة لمركز الإبداع الحرفي. والجدير بالذكر إن مشروعات الأسر المنتجة تعتبر لدى الكثير من الأسر النواة النموذجية للمشروعات الصغيرة النسائية، فهي توفر للمرأة الفرصة للجمع بين العمل التجاري والواجبات الأسرية كما ترى العديد من السيدات المنخرطات في هذا المجال، بالإضافة الى بيئة العمل الإسلامية التي تعفيها من الاختلاط وكذلك توفر عائدا ماليا ودخلا مستقلا قابلا للزيادة مع كل نجاح وتطور للمشروع في ظل مناخ عمل ملائم. وتشير بعض التقارير الصادرة إلى أن إنشاء هيئة رسمية للأسر المنتجة من شأنه أن يوفر أكثر من 1.5 مليار ريال على الاقتصاد السعودي، وهو ما يعادل حجم ما تستورده المملكة سنوياً من الصناعات اليدوية. إحدى السيدات خلال عرض منتجاتها