تعد الأدلة الجنائية ركيزة أساسية من ركائز الأمن خاصة في مجال التحقيقات الجنائية، وإحدى ركائز "المثلث العدلي"، ولقد تطورت الأدلة الجنائية في المملكة بشكل كبير، كما أن التطور الملحوظ في هذا الجهاز الأمني المهم جاء نتيجة حتمية للدعم الكبير من ولاة الأمر، خصوصاً المسؤولين في وزارة الداخلية، وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وبإشراف من مدير الأمن العام اللواء عثمان المحرج، حيث دُعمت الأدلة الجنائية بميزانيات ضخمة لتجهيزها بأحدث الأجهزة التقنية التي استقطبت من دول متقدمة في هذا المجال، ويمكن القول إن الأدلة الجنائية هي المرجعية الدقيقة للجهات الأمنية في كشف غموض الجرائم. شدد على أن تقاريرها غير قابلة للنقض.. وتواكب التحقيقات العالمية ووفقاً لما أوضحه مدير الأدلة الجنائية بالأمن العام اللواء أحمد بن زايد عسيري في حديث ل"الرياض" فإن الأدلة الجنائية جزء لا يتجزأ من منظومة قوات أمن الحج، وتعمل جنباً إلى جنب مع القوات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن وشارك في تنفيذ الخطة 35 ضابطاً و229 فرداً و10 مدنيين، تم توزيعهم على عدة مواقع، حيث تم تغطية 45 مركز تحقيق ووحدة بحث بالمشاعر المقدسة بالخبراء والفنيين، إضافة إلى خمسة مواقع رئيسة بالشرائع، ومجمع الطوارئ، ومنشأة الجمرات، ومشعر عرفة، ومنفذ البهيتة. المملكة أول دولة تستخدم قاطرة الكوارث على مستوى الشرق الأوسط وتتلخص مهمتها في الانتقال لمسرح الحادث، ورفع الآثار بالطريقة العلمية الدقيقة والسليمة، ومن ثم إرسال ما تم رفعه من مسرح الحادث الى المختبرات الجنائية، لعمل التحاليل اللازمة بالأجهزة والتقنيات الحديثة، ومن ثم كتابة التقارير اللازمة. اللواء أحمد عسيري وأشار اللواء عسيري إلى أن الإدارة تحتوي على خبراء متميزين ومؤهلين تأهيلاً عالياً في كافة مجالات الفحوص، ومدعمين بأحدث الأجهزة والمعدات العالمية التي تساعدهم على أداء أعمالهم بكل حرفية وتميز، وإن كافة الكوادر العاملة بالإدارة وطنية مؤهلة على أعلى المستويات، وتلقت تعليمها وتدريبها في أعلى المراكز المتخصصة داخلياً ودولياً، وهي مؤهلة تأهيلاً عالمياً راقياً، والعديد منهم يحمل درجة علمية عالية كالدكتوراه والماجستير حققنا إنجازاً كبيراً في تعريب أجهزة الصوت الروسية للاستفادة منها عربياً والبكالوريوس في تخصصات الفيزياء والأحياء والكيمياء والصيدلة وغيرها، ولقد حصلت الأدلة الجنائية على شهادات الآيزو العالمية، وهي شهادات تجعل تقارير الأدلة لدينا معتمدة اعتماداً دولياً وتقاريرها غير قابلة للنقض، وتواكب التحقيقات العالمية في أي قضايا محلية أو دولية. وعن استعدادات قيادة الأدلة الجنائية لحج هذا العام، قال: "لقد استعدت الأدلة الجنائية لجميع الحوادث المحتملة بالخبراء اللازمين والأجهزة الحديثة، وتم توفير قاطرة الكوارث والحرائق التي لا توجد إلا في 6 دول على مستوى العالم فقط، والمملكة تعد أول دولة تستخدم هذا النوع من القاطرات على مستوى الشرق الأوسط ويتم التشريح إذا استدعى الأمر لذلك وإعطاء النتائج في غضون 7 دقائق، كما استحدثت سيارات مجهزة هذا العام تنتقل إلى مسارح الحوادث والجرائم، مزودة بكل الأدوات اللازمة للفحص، والرفع والمعاينة وأخذ العينات، بالإضافة إلى مختبرات ميدانية لفحص العينة كالمتفجرات والمواد المشعة". وبين اللواء عسيري أن إدارات الأدلة الجنائية المشاركة تتمثل في: (إدارة تحقيق الشخصية، إدارة المختبرات الجنائية، إدارة التزييف والتزوير، إدارة الأسلحة وآثار الآلات، وحدة جرائم الحاسب الآلي، إدارة المعاينة) كما تم تأمين العديد من الكواشف الأولية سريعة النتائج للفحص المبدئي لعينات المواد المتفجرة الحديثة، كذلك تجهيز وحدة الكيمياء الجنائية بأجهزة الكشف الميداني عن الغازات السامة والمواد المشعة، مثل: أجهزة "سايبر" وأجهزة "ايون سكان" (ION SCAN). وأفاد أن وحدة جرائم الحاسب الآلي تعمل على فحص الكمبيوترات والجوالات بجميع أنواعها باستخدام أحدث البرامج المساعدة في هذا الشأن، وذلك لاسترجاع المحذوف من صور ومقاطع ورسائل نصية ومحادثات الانترنت مثل البريد والتواصل الاجتماعي، أما بالنسبة للكاميرات فتوضح الوحدة الصور ومقاطع الفيديو ومعالجتهما. وشدد اللواء عسيري على أهمية موقع الحوادث، ودعا المواطنين والمقيمين على حد سواء بعدم العبث بآثار مسرح الجريمة، نظراً لأهميته الحيوية في كشف ملابسات الجرائم، فهو عند كل رجال الأمن خزينة القرائن والدلائل، وهو المكان الذي طرقه الجاني ومارس فيه خطوات جريمته، ويشمل كذلك الأماكن الملحقة، كمكان الإعداد للجريمة وأماكن الانتقال ووسائل وطرق الهروب والوصول وأماكن إخفاء الأدلة، وجميعها تعد ملكاً خاصاً يقع ضمن اختصاص مسرح الجريمة، ويباشره المختصون لجمع أدق التفاصيل التي يمكن أن تقود إلى معلومة بعد تحليلها ومعاينتها للطرف المتهم أو مرتكب الجريمة. وأشاد مدير الأدلة الجنائية بالأمن العام بتميز الكوادر الوطنية العاملة بالأدلة الجنائية، وكان آخر المتميزين المقدم سعيد الأحمري، حيث حقق إنجازاً سعودياً وعربياً كبيراً في مجال الأمن العام والأدلة الجنائية، وتمكن بخبرته وبعد أن قام بعدة جولات بأوروبا وروسيا وأميركا وتلقى عدة دورات تدريبية على تقنية الصوت، من أن يعرب الأجهزة الروسية في مجال الصوت، ويعمم التجربة بجميع الدول العربية، عقب أن أتقن اللغة الروسية تماماً وقام بتعريب الأجهزة للاستفادة منها. الرائد بندر الهذلي يشرح عمل المختبرات الجنائية المقدم راشد حمد يتحدث عن عمل جهاز الأحماض