سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اختتام مؤتمر الثقافة الإسلامية ال15 بمكة: ضعف الأمة في الوقت الحاضر لا يعبر عن تاريخها الحضاري المشاركون يشكرون خادم الحرمين الشريفين لدعمه الثقافة الإسلامية
رفع المشاركون في مؤتمر مكة الخامس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي عن الثقافة الإسلامية الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود؛ على جهودهم في دعم الثقافة الإسلامية، وما تقدمه المملكة من خدمات للحجاج والمعتمرين, وما تبذله من جهود في توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر, وما تقدمه من دعم لرابطة العالم الإسلامي في تحقيق أهدافها ورعاية برامجها. وشكروا صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكةالمكرمة على اهتمامه بالرابطة ومناسباتها وضيوفها. كما أعربوا عن شكرهم لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس المجلس الأعلى للرابطة على ما يبذله من جهود لتحقق الرابطة أهدافها. وقدَّروا الجهود التي تقوم بها الرابطة باهتمام ومتابعة الأمين العام لها الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي في الاهتمام بالقضايا الإسلامية، ودعوا إلى مزيد من العناية بالثقافة الإسلامية وعقد ندوات ولقاءات متخصصة في شؤونها في الدول الإسلامية وبلاد الأقليات المسلمة. جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر الذي أعلنه مساعد الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالرحمن الزيد حيث أكد البيان على أن الثقافة بمعناها الجامع تشمل المعتقدات والأحكام والأخلاق والمعارف والمُثل والتقاليد والمهارات والسلوك، وهي القوة الحافزة للبناء الحضاري والإبداع في مناحي النشاط الإنساني وتستمد من أصول الإسلام كما هي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وتحرص على تنظيم شؤون المجتمع وفق ما يسعد المسلم في دنياه وأخراه ولها أعظم الأثر في حياة الشعوب الإسلامية، وزيادة إيمانها، وتقوية صلتها بربها، وترسيخ الأخلاق والمثل الكريمة فيها وتتميز بالاجتهاد والإبداع في شؤون الحياة في إطار الضوابط الشرعية والقيم الخلقية لحضارةِ الإسلام وهي ربانية المصدر، إنسانية الهدف. الحوار الثقافي ضرورة إنسانية للتواصل بين الشعوب مع التأكيد على براءة الإسلام من ثقافة العنف والإرهاب والغلو وأكد البيان أن الضعف والفتور الذي يعتري الأمة المسلمة في الوقت الحاضر لا يعبر عن تاريخها الحضاري، فقد نجحت تاريخياً في الإنجازات الحضارية والانفتاح الإيجابي على الحضارات الأخرى كما أن التنوع بين البشر مدعاة لحفز التنافس على الخير، والتسابق في عمارة الأرض وأن الحوار الثقافي ضرورة إنسانية للتواصل بين شعوب الأرض مع التأكيد على براءة الإسلام من ثقافة العنف والإرهاب والغلو التي تنتشر بسبب الجهل بالإسلام والابتعاد عن أحكامه وقيمه الحكيمة الداعية إلى التّوازن والاعتدال. والتحذير من تطاول أدعياء العلم وافتئاتهم على الإسلام، وتغريرهم بأبناء المسلمين، والتأكيد على أهمية العلم والعلماء الربانيين والرجوع إليهم في مختلف النوازل. وأوصى المؤتمر بتعميق وعي المسلمين بضرورة تطبيق الإسلام الصحيح في حياتهم، طاعة لله، والمحافظة على الهوية الإسلامية ، والاعتزاز بالانتماء إلى الإسلام، بمفهومه الشامل ، والتأكيد على أثره في تعزيز القيم الروحية والأخلاقية، وصون كرامة الإنسان، قال الله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً) (الإسراء: 70). وتثقيف الناشئة بالثقافة الإسلامية الصحيحة التي سار عليها سلف الأمة الصالح، وتحصينهم من الآراء المتطرفة والثقافات الحزبية والطائفية المفرقة، وكل ما يدعو إلى الغلو والإرهاب والانحلال الأخلاقي، فالأمة الإسلامية أمة وسط، قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) (البقرة: 143). مع التعريف بحضارة الإسلام ومنجزاتها العلمية والتربوية والثقافية وتأثيرها الإيجابي في الحضارات الأخرى، وتجلية موقف الإسلام من قضايا العصر وعلومه وما جد فيه، ودراسة الأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المعاصرة، وتقويمها وفق المنهاج الإسلامي وصياغة العلوم الإنسانية والاجتماعية في الأمة الإسلامية وفق منهجية إسلامية واعية، وتنقيتها مما علق بها من تأثير الثقافة الوافدة والاهتمام بنشر اللغة العربية والتوسع في إنشاء معاهد ومؤسسات تعتني بتدريس علومها، وتشجيع الترجمة من العربية وإليها، والسعي إلى جعلها اللغة الأساسية في البلدان الإسلامية وتشجيع استخدامها في البرمجة الحاسوبية والتكنولوجيا الحديثة. وطالب البيان بتوزيع ترجمات معاني القرآن الكريم باللغات المختلفة، على المسلمين وغيرهم، والتحذير من الترجمات غير الصحيحة، وتشجيع ترجمة المضامين الثقافية في الكتب والإنترنت والمعروض منها على الفضائيات، إلى اللغات المختلفة وإعداد منهج جامع لمادة الثقافة الإسلامية، ودعوة رابطة الجامعات الإسلامية إلى التعاون مع الجامعات على إنجازه، وتدريسه، وترجمته إلى اللغات الحية، إسهاماً في نشر ثقافة تتفق منطلقاتها ومخرجاتها مع أسس الإسلام. مع تقديم المنح الدراسية لأبناء المسلمين، وإنشاء المعاهد والمدارس ووضع استراتيجية شاملة للثقافة الإسلامية، تجتمع عليها الأمة المسلمة، وإصدار موسوعة معرفية عن الثقافة الإسلامية يشترك في إعدادها صفوة من العلماء والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات، ودعوة رابطة العالم الإسلامي إلى تكوين فريق متخصص لذلك بالتعاون مع الجامعات والجهات المتخصصة.. ودعا المؤتمر المنظمات والمؤسسات الإسلامية المعنية إلى الاهتمام بمواجهة تحديات الثقافة الإسلامية بمختلف الوسائل، وبخاصة ما يلي: استشراف المستقبل الثقافي بدراسة واقع المسلمين، في مجال الفكر والسلوك والحركة الحضارية والتعاون والتنسيق بين مختلف الجهات المهتمة بالثقافة الإسلامية، ووضع الخطط التي تحقق الأمن الفكري للأمة، والتصدي للتحديات بوسائل متجدّدة، وإقامة شراكة مع مؤسسات الإعلام ومراكزه في العالم التي تدعم القضايا الإسلامية، والتحذير من الإعلام السلبي على شباب الأمة، والعمل على تحسين القدرات الإعلامية في الشكل والمضمون، ودعم المؤسسات الثقافية في العالم لرصد الحملات الإعلامية على الإسلام، ومعرفة دوافعها، ووضع استراتيجيات مناسبة للتصدي لها، وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين. ودعا المؤتمر الجامعات والمؤسسات الثقافية في العالم الإسلامي إلى: تعزيز مفاهيم الوحدة بين المسلمين والاتفاق على مشروع ثقافي يعنى بنشر الثقافة الوسطية، وينأى بشباب الأمة عن منزلقات الثقافة المغلوطة التي تنتهج الطائفية والإرهاب والغلو والتطرف، وتقوية الشراكة بين الجهات المعنية بالنهضة في الأمة المسلمة، وتعزيز التعاون في البرامج الثقافية، ورعاية المسابقات والجوائز الحافزة على الإنتاج الثقافي، ودعم المنظمات العاملة في نشر الثقافة الصحيحة. وإنشاء كراسي علمية لنشر الثقافة الإسلامية وتشجيع العقول المسلمة المهاجرة في نشر الثقافة الإسلامية، ودعا المؤتمر رابطة العالم الإسلامي إلى إقامة مؤتمر عالمي متميز وفي أقرب وقت، وذلك لمكافحة الإرهاب، وإبراز واجب العلماء والمثقفين المؤهلين في بيان الإسلام الصحيح، والتحذير من خطر الانحراف عن وسطيته إلى الإفراط والغلو أو التفريط.