الإرهاب يمثل اليوم قضية وتحدياً لجميع الدول..، ومواجهته باتت مسؤولية دولية... مما يعني انه لم يعد قضية دولة دون أخرى....لم يعد إشكالاً محلياً لدول دون أخرى بات يتمدد في المجتمعات ويتشكل مع المفاهيم الثقافية والسيكلوجية لكل مجتمع فيما هو يأخذ منحى واحداً إرهاباً وقتلاً وترويعاً ولعل انخراط بعض الفتيان والفتيات خضر وزرق العيون من مجتمعات مختلفة الثقافة والدين في تنظيم داعش يؤكد ذلك... قبل عدة سنوات طالب خادم الحرمين الشريفين في كلمه تاريخية عام 2005 بإنشاء مركز لمواجهة الإرهاب بموقف دولي..، ولكن للأسف تأخر ذلك الاتفاق ليجد العالم نفسه أمام مشكلة تتسع باتساع معتنقي فكر العنف والقتل.. واليوم تتكاتف دول العالم لمواجهة الإرهاب بعمل عسكري يستهدف معاقل الإرهاب المختبئة في مواقع الصراع في عالمنا العربي للأسف.. وجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في مواجهة الإرهاب يمثل موقفاً ثابتاً وصريحاً ومرتكزاً على رؤية استراتيجية لصالح المجتمع الإنساني بعمومه والمجتمع السعودي على وجه الخصوص... ولكن للأسف مازال دور العلماء الشرعيين على وجه الخصوص دون ذلك بما يليق بهم وبما يمثله الخطاب الديني من ثقل وأهميه في مواجهة الفكر المتطرف والمتشدد والذي يساهم بقوة في صناعة الإرهاب..خاصة وأن بلادنا من أكثر الدول تضرراً من الإرهاب... حيث استهداف أبنائنا ومقدراتنا المادية وثرواتنا النفطية باكثر من عملية ومحاولة لولا يقظة رجال الأمن لكانت خسائرنا أضعافاً مضاعفة... من منطلق ان الإرهاب لا شريعة له ولا دين وانه ممارسه خارج الشرعيه القانونية كانت المملكة من أكثر الدول صرامة وقوة في مواجهته وعبر خطوات استباقية في كثير منها...، ولعل السعي الحثيث إلى اجتثاث الإرهاب من جذوره داخلياً أخذت أكثر من منحى من أهمها برنامج المناصحة لمن اعتنقوا الفكر الضال حيث احتواء من تم التغرير بهم ومعالجتهم فكرياً بل ودعمهم معنوياً ومادياً للعوده للطريق المستقيم....، وكان ومازال البعد الأمني في أوج عطائه حيث قامت المؤسسة الأمنية بالكثير من العمليات الأمنية الاستباقية والقبض على الإرهابيين وتسليمهم للعدالة .،وكانت المعالجة الأمنية بكل قوتها توازيها توجيهات دائمة لخطوات وقائية عبر التأكيد على خطباء المنابر بضرورة إعادة الخطاب الفكري لتوازنه ومعالجة أي اعوجاج فكري قد يعاني منه شبابنا ولعل قرار خادم الحرمين الشريفين بتجريم بعض الجماعات والمنظمات المتطرفة تأكيد على قوة وثبات المملكة في مواجهة الإرهاب ومراكز التأسيس له أينما كانت وتحت أي مسمى... ومن يتتبع جهود المملكة في محاربة الإرهاب يجدها تتنوع بين عمل أمني وفكري ..، حيث تم تجفيف منابع الدعم المادي لهم واستغلال عواطف المواطن السعودي الذي عرف بتدينه وحبه للخير وذلك بتقنين جمع التبرعات ومتابعة حراك الأموال... فتأكيد خادم الحرمين الشريفين على العلماء الشرعيين بضرورة قيامهم بدورهم دون تكاسل أو تخاذل في مواجهة هذا الفكر المتطرف بخطاب ديني معتدل وقوي وموجّه للشباب على وجه الخصوص لتحصينهم من أي فكر متطرف ومتشدد.. يسعى من خلاله أعداء الإنسانية اختطاف شبابنا وتحويلهم لقنابل بشرية خالية الهدف... والمتوقع من الخطاب الديني اليوم قوته في مواجهة الإرهاب ودعم مواجهته أينما كان بخطاب قوي وواضح وصريح وغير متردد خطاب يقدم المصلحة الوطنية على غيرها...