بات التمديد للمجلس النيابي اللبناني أمرا محسوما لأنّ معظم الكتل السياسية لا تريد خوض الانتخابات متذرعة بالوضع الأمني القائم وهو ما أعرب عنه بوضوح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق. وأوضح "تيار المستقبل" موقفه الرافض لإجراء الانتخابات النيابية قبل الاستحقاق الرئاسي بشكل واضح وصريح بالرغم من أنّ مرشحيه المحتملين قد جاوز عددهم ال 50 وهم قدموا ترشيحاتهم قبل انتهاء مهلة تقديم الترشيحات منتصف ليل أمس. ويبدو بحسب المعلومات المتداولة بأنّ النائب نقولا فتوش سوف يقوم بتقديم اقتراح لتمديد ولاية المجلس النيابي الحالي (الذي مدّد لنفسه سابقا مدة سنة ونصف) لفترة ولايته المتبقية أي عامين ونصف العام من هنا ينصب التشاور السياسي راهنا على إمكانية عقد جلسة تشريعيّة لبتّ التمديد وسواه من المواضيع المتراكمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر سلسلة الرّتب والرّواتب. على صعيد الاستحقاق الرئاسي، قالت مصادر واسعة الإطلاع ل "الرياض" بأنّ "ثمّة حراكا دبلوماسيا مكثّفا في الأيام الأخيرة من أجل تحريك الملفّ الرئاسي لكنّه يتمّ على مستوى الدّول وليس الأفراد" كاشفة بأنّ "فرنسا والفاتيكان يقومان بحراك كثيف في اتجاه الدفع لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل الشهر المقبل وكذلك السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل الذي أقام عشاء في الأسبوع الفائت في السفارة الأميركية مستضيفا العماد ميشال عون للبحث في الموضوع الرئاسي". وأشارت المصادر الى أنّ "العماد عون لا يزال متشبثا بموقفه من أنّه يملك الحق كرئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية بالترشّح للإنتخابات الرئاسية". ولفتت هذه المصادر ل "الرياض" الى أن "عون سيبقى متشبثا بموقفه بضوء أخضر من حلفائه الى حين نضوج التسوية الإقليمية حول لبنان كما حصل في العراق عندها سيقتنع الجنرال بأنه سيكون ناخبا أوّل وليس مرشحا أول". من جهتها قالت أوساط مسؤولة في "تيار المستقبل" بأنّ الرئيس سعد الحريري عاد فعلا الى لبنان ولكنّ غيابه في هذه المرحلة هو بهدف عدم إحراجه ودفعه الى التعاطي في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي وهو ما لا يريده لأنه يعتبر أنّ هذا الاستحقاق هو مسيحي أولا ووطني ثانيا لافتة الى أن الحريري سيعود عند جلسة انتخاب الرئيس.