شرعت الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة عسير في العمل على مشروع التحدث باللغة العربية الفصحى في المدارس، واعتمادها لغة للخطاب والتخاطب المدرسي، ولغة التعليم والتعلم في بيئات التعلم ما عدا في مواد اللغات الأجنبية، وذلك عطفاً على قدسيتها ومكانتها الرفيعة، وخصوصيتها المتفردة، ولما تمثله من أهمية بالغة في النسيج اللغوي والثقافي، وكونها الأداة التي سجلت أفكارنا وأحاسيسنا لاسيما وقد كرمها الله تعالى بأن جعلها لغة القرآن الكريم، ومن هنا فإنها تحتل مكانة عظمى في النفوس وتشكل الأساس الذي تقوم عليه هويتنا الثقافية في بلاد الحرمين، وتعد المكون الرئيس لبنية تفكيرنا، والصلة بين أجيالنا وبيننا وبين محيطنا العربي. عودة اللغة مدير عام التربية والتعليم بعسير جلوي بن محمد آل كركمان ذكر أن المشروع يعنى بتعويد الطلاب والطالبات على التفاعل اللفظي باللغة العربية الفصحى، والتعبير عما تجيش به صدورهم وما يمور في أذهانهم بهذه اللغة الشريفة. وأضاف: يرتكز المشروع على ما تمثله اللغة العربية من أهمية للمجتمع السعودي، ويحرص على أن تكون اللغة العربية الفصحى جانباً أساسا من جوانب حياتنا ومقوما من أهم مقومات كياننا، لذا فقد حرصت إدارة التربية والتعليم في عسير على العمل على هذا المشروع بكل جد، وتوفير كافة المقومات اللازمة لبدء المشروع في وقت قصير ليكون على أرض الواقع في أقرب وقت. محمد عريدان جهود وذكر آل كركمان أن إدارته بدأت في اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتنفيذ المشروع حيث تم تشكيل فرق عمل واعتماد خطة تشغيلية لتفعيل المشروع في مدارس المنطقة، وعقدت الاجتماعات التي تم من خلالها بحث آليات تفعيل المشروع استجابة لتعميم سمو وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل ومتابعة التطبيق وتأمين الخطة ورفع التقارير الدورية للجهات ذات العلاقة، وكذلك تفعيل دور جميع الأقسام في حث منسوبيها ومنسوباتها على التحدث بالفصحى وعمل المبادرات بحيث تكون جزءاً من الخطط التشغيلية الفصلية والسنوية في جميع مدارس المنطقة وأقسام الإدارة. كما أقيمت ندوة بعنوان "لغتي هويتي" استضافتها الابتدائية النموذجية بأبها بهدف تعزيز التحدث بالفصحى قدمها الدكتور إبراهيم أبو طالب من جامعة الملك خالد، وذلك بحضور مدير مكتب التربية والتعليم بأبها الدكتور عبدالعزيز بن عبود وعدد من المشرفين التربويين ومديري مدارس التميز ومنسوبي المدرسة من معلمين وإداريين. ويشير مساعد المدير العام للتربية والتعليم بعسير للشؤون المدرسية محمد عريدان الى أن مشروع التحدث بالفصحى في مدارسنا يعد مشروعاً تربوياً وثقافياً رائداً، يعيد "الفصحى" إلى مكانتها الطبيعية، ويعززها في أذهان أبنائنا وبناتنا في المدارس، وهو الأمر الذي تنشده وزارة التربية والتعليم وتسعى لتحقيقه، لتكون مدارسنا معقلاً لتعزيز هويتنا اللغوية، ومصدر اعتزاز وفخر لأبنائنا في هذا الوطن. يحيى العلكمي من جهته ذكر مساعد المدير العام للتربية والتعليم للشؤون التعليمية سعد الجوني أن اللغة العربية الفصحى تعرضت لعدة عوامل أضعفت تداولها في أوساطنا الاجتماعية، وباتت بحاجة ماسة إلى العمل على تعزيزها في نفوس أبنائنا عبر بوابة المدارس، لتكون بمثابة الداعم الأول للتخلص من الضعف الذي أحاط باللغة في زمن مضى، ومن هنا فإن استشعار وزارة التربية والتعليم لهذه القضية ومبادرة تعليم عسير في تطبيقها بشكل عاجل، يعد خطوة إيجابية، ولا ننسى أن هذا المشروع يقوم على ضرورة تعزيز هويتنا اللغوية من خلال الدربة عليها، وجعلها لغة التخاطب في مدارسنا، ليكون الطالب هو سفير المدرسة الأول لنقل هذه الثقافة في التخاطب إلى الأسرة والمجتمع. واعتبرت مساعدة المدير العام للشؤون التعليمية بتعليم عسير منى المطرفي، أن المشروع سيحقق الكثير من الإيجابيات، من أبرزها اعتزاز النشء بلغتهم وممارستهم لها، لاسيما في ظل دخول مفردات غريبة بحكم العولمة. ويشير رئيس قسم اللغة العربية في الإدارة العامة للتربية والتعليم بعسير يحيى بن محمد العلكمي الى أن القسم أعد خطة متكاملة لمتابعة المشروع ميدانياً من خلال زيارات ميدانية، ورفع التقارير أولا بأول، والوقوف على مشكلات المدارس في هذا الخصوص، ومن ثم إيجاد الحلول اللازمة لها.