وصل أمس السبت إلى العاصمة الجزائر رئيس أركان الجيش الفرنسي بيار دوفيليي في زيارة هي الأولى لمسؤول عسكري فرنسي رفيع منذ سنوات. وتأتي الزيارة بعد ثلاثة أشهر من زيارة غير مسبوقة قام بها وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان إلى الجزائر. وجاء تأكيد الزيارة في تصريح للصحافة أدلى به رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة على هامش الندوة العربية حول "دور النساء والأمهات في الحفاظ على الاستقرار الأسري والتماسك المجتمعي" لكنه أشار إلى أن الزيارة "كانت مبرمجة منذ زمن" و"ليس لها علاقة بالمستجدات في المنطقة" وأنه "تم الإعلان عنها عند زيارة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند للجزائر" أواخر العام 2012. وتربط تحليلات المراقبين زيارة بيار دوفيليي بالتصريح الذي أدلى وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان في الحوار الذي أجراه مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية وحديثه عن "إمكانية توّجه القوة العسكرية الفرنسية التي تتخذ من تشاد مقرا لها نحو الحدود الليبية بالتنسيق مع الجزائر التي تعد طرفا إقليميا فاعلا بالمنطقة". وشكك وزير الخارجية رمطان لعمامرة في حقيقة ما ورد على لسان وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان حول احتمال تدخل عسكري فرنسي في ليبيا بمعية الجزائر وقال للصحافيين: "لا أعتقد أن هذا هو الذي صرح به ومن الضروري الرجوع إلى نص وروح ما صرح به الوزير الفرنسي". ونفى الوزير الجزائري ان تكون الزيارة لترتيب أي تدخل عسكري في ليبيا لكنه يلفت إلى وجود "تشاور جزائري فرنسي في عدة ملفات منها الملف الليبي انطلاقا من كون الجزائر بلداً محورياً في المنطقة" ويؤكد بخصوص ما قاله لودريان "ليس هنالك تدخل عسكري مبرمج حاليا في ليبيا وإنما المطروح هو جمع شمل الليبيين من خلال حوار وطني". وسبق لرئيس الدبلوماسية أن استبعد أي خيار لتدخل عسكري جزائري في ليبيا في المؤتمر الصحافي الذي أقامه في 21 أغسطس عقب استقباله وزير خارجية مالي عبدو اللاي ديوب، وذكّر بمبادرة الجزائر لإنهاء الأزمة في ليبيا ويتحدث عن إنشاء "مجموعة الدول الجارة لليبيا" ويشدّد أن بلاده تحرص بالتنسيق مع دول المجموعة "على التوصل إلى حلول لمساعدة ليبيا وإطلاق حوار شامل للوصول إلى هدف المصالحة الوطنية المنشودة". وكانت تحليلات خبراء تناقلتها العديد من وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية لم تستبعد احتمال تدخل عسكري جزائري في ليبيا، يساعد الجارة الشرقية على إنهاء حالة الفلتان الأمني المتواصل بالأخص بعد حادثة اختفاء طائرات ليبية لا يعلم إلى اليوم وجهتها، وإعلان المغرب حالة الطوارئ تبعاً لذلك خشية التعرض لخطر الضربات الإرهابية.