يصل وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إلى الجزائر اليوم، حيث سيجري مشاورات سياسية حول الوضع المتفجر في منطقة الساحل الإفريقي والأحداث على الساحة الليبية. وعلمت «الحياة» من مصادر أمنية أن وفداً عسكرياً تونسياً مهماً وصل إلى الجزائر أمس، لمناقشة الوضع الليبي، فيما لا تبدي الحكومة الجزائرية موقفاً سياسياً واضحاً مما يجري لكنها اتخذت إجراءات استباقية على حدودها مع ليبيا، بعد إجلاء دبلوماسييها من طرابلس. ويزور لودريان الجزائر اليوم لأول مرة منذ استلامه منصبه منذ سنتين. وذكرت مصادر حكومية فرنسية أنه سيلتقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشيرةً إلى أن تلك الزيارة «تكتسي أهمية كبيرة جداً ونعمل بشكل حثيث على إنجازها، وستكون فرصة لحوار سياسي على مستوى عالٍ» يتناول خصوصاً «عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والوضع في مالي». وسيكون في استقبال الوزير الفرنسي الذي سيبقى في الجزائر حتى صباح غدٍ الأربعاء نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح على أن يلتقي بعد ذلك وزير الخارجية رمطان لعمامرة ورئيس الوزراء عبد المالك سلال. ويُعتقد أن الوضع السياسي غير المستقر في منطقة الساحل وملامح انفجار أمني جديد في كل من شمال مالي وليبيا ستحظى بالقسم الأكبر من المحادثات التي سيجريها المسؤول الفرنسي في الجزائر. ويُرجَّح وفق تسريبات أن لودريان سيبحث عن دور جزائري في منطقة الساحل المضطربة بالتزامن مع بروز جيوب توتر في شمال مالي تقودها حركات مسلحة من الطوارق وتنظيمات مرتبطة ب «القاعدة»، إضافةً إلى أوضاع غير مطمئنة في ليبيا التي تؤوي وفق تقارير أمنية عدداً كبيراً من القادة الميدانيين للتنظيم الشهير باسم «المرابطون» المشكَّل إثر تحالف هجين بين «الموقعون بالدماء» و«حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا» وكلاهما يضع المصالح الجزائرية على رأس قائمة أهدافه. وليس واضحاً بعد ما إذا الجزائر ستقبل بخريطة الطريق الفرنسية في الساحل، فيما يُتوقَّع أن تجدد التأكيد على دعمها للحل السياسي، ما يفسر استباق وزير الخارجية رمطان لعمامرة وصول لودريان، بقيامه بجولة على دول الساحل الإفريقي (موريتانياومالي والنيجر) قد تكون الورقة التي ستبني عليها الجزائر موقفها من تطورات الوضع في المنطقة الواقعة اليوم بين فكي «القاعدة» في الشمال و»بوكو حرام» في الجنوب (شمال نيجيريا). وفي سياق متصل، وصل إلى الجزائر وفد تونسي رفيع يضم عدداً من جنرالات ومسؤولي الجيش والاستخبارات لتنسيق المواقف الأمنية والعسكرية حول الوضع الليبي، قبل لقاء مرتقب بين الدول المجاورة لليبيا في مصر.