اتفقت الجزائر وليبيا على تشكيل وحدات عسكرية مشتركة، لضمان أمن الحدود الصحراوية بين البلدين. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن الجزائر وافقت «مبدئياً على تزويد هذه الوحدات إحداثيات تتعلق بخرائط أمنية، لكن من دون أن يعني ذلك عبور الحدود، أياً تكن الضرورة»، فيما يعتقد المسؤولون الجزائريون بأن الإسلامي المتشدد مختار بلمختار الذي يتزعم كتيبة «الموقعون بالدماء» موجود في مكان ما في الصحراء الليبية. يأتي ذلك غداة تحذير وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان من أن جماعات متطرفة تنشط انطلاقاً من قواعد محددة جنوب ليبيا وشمال مالي، وتوعده بضرب هذه القواعد. ويعتزم لودريان إطلاع نظيره الأميركي تشاك هاغل على خطة فرنسية في هذا الشأن خلال زيارته واشنطن التي بدأها امس. وتزامن التوافق الجزائري - الليبي، على إنشاء وحدات عسكرية مشتركة مع العمليات العسكرية التي تشنها فرنسا في شمال مالي وتطاول مناطق قريبة من الحدود مع البلدين. وأعلنت مصادر عسكرية فرنسية ومالية أمس، عن مقتل 11 مسلحاً يعتقد بأنهم قدموا من ليبيا، خلال عملية عسكرية في شمال مالي أسفرت عن جرح جندي فرنسي. وقالت مصادر مطلعة في الجزائر إن الحكومة وافقت على تدريب وحدات خاصة من الجيش والشرطة الليبيين، وإن العمل بالاتفاق سيبدأ في غضون أيام. ترافق ذلك مع زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء الليبي المكلف بوزارة الداخلية الصديق عبد الكريم للجزائر أول من امس، ومحادثاته مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ووزير الداخلية الطيب بلعيز. وعلمت «الحياة» أن «أجهزة الأمن الجزائرية التي تمتلك بنك معطيات كبيراً يتعلق بتحرك جهاديين عبر صحراء ليبيا والجزائر، تترقب إشارة من طرابلس إلى استعداد الأخيرة لأداء دورها في محاربة قواعدهم» على أراضيها. وتنشر الجزائر عشرات الآلاف من نخبة جنودها عند حدود ليبيا، لكنها تتوقع من الجانب الليبي أن ينشر قوات ويفرض سيطرته على حساب الميليشيات. وتعيب الجزائر على الحكومة الليبية «كسبها عداوات» مع قبائل طوارقية كانت موالية لنظام معمر القذافي، علماً أن هذه القبائل هي الوحيدة القادرة حالياً على تقديم الدعم للجيش النظامي في حال قرر «تطهير» جيوب «القاعدة» في الصحراء. وفي هذا السياق، اقترح وزير الداخلية الجزائري على نظيره الليبي إعادة إحياء اتفاق أمني وقعه البلدان في 2001 ليشكل الأداة القانونية المثلى للتحرك المشترك. وأشار بلعيز إلى أن عناصر في الشرطة الليبية خضعت العام الماضي، إلى دورات تدريبية في الجزائر، وأكد رغبة بلاده في تطوير هذا التعاون ليشمل كل المجالات الأمنية. يأتي ذلك غداة تصريح أدلى به وزير الدفاع الفرنسي لوكالة «أسوشيتد برس»، أكد فيه عزمه على الإعلان عن «بواعث قلقه بشأن ليبيا» أثناء زيارته لواشنطن.