أعلنت حكومة الاحتلال الاسرائيلي عن عطاءات لبناء 283 وحدة استيطانية جديدة في مستعمرة "إلكناه" جنوب قلقيلية، ضاربة بعرض الحائط الانتقادات الدولية الواسعة عقب قرارها الاخير بالاستيلاء على نحو اربعة آلاف دونم لاقامة مدينة استيطانية ضمن تجمع "غوش عتصيون" بين مدينتي الخليل وبيت لحم. وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أن هذه العطاءات تعني بدء الاجراءات العملية لتنفيذ مشاريع استيطانية اعلن عنها خلال فترة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والتي استمرت تسعة شهور ولكنه وصلت إلى طريق مسدود بسبب سياسات اسرائيل الاستيطانية وتنكرها لالتزامها باطلاق الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى. ويتزامن طرح هذه العطاءات مع ما اوردته صحيفة "هآرتس" أمس حول وجود توجهات اميركية لاتخاذ خطوات عملية تتخطى الشجب والاستنكار للرد على قرار مصادرة نحو اربعة الاف دونم لتوسيع تجمع "غوش عتصيون". ونقلت "هآرتس" عن مسؤولين كبار في الإدارة الإمريكية قولهم "انه يحتمل أن يجد ردنا على الخطوة تعبيره بوسائل أخرى أيضاً"، دون تقديم أي تفصيل عن طبيعة الرد الذي يُدرس الآن في واشنطن. كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع ضالع في الرسائل التي وصلت من الولاياتالمتحدة قوله: "أن البيان عن الاستيلاء على الاراضي أثار جنون الاميركيين". وأشار الى نقل مسؤولين في إدارة اوباما رسائل حادة للغاية في هذا الشأن الى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إضافة الى مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية جون كيري ونتنياهو ليل الثلاثاء الماضي. وزعم مستشارو نتنياهو في حديثهم للمسؤولين الاميركيين انه حتى مكتب رئيس الحكومة نفسه فوجئ بالخطوة التي تمت على حد زعمهم دون تنسيق من جانب مكتب وزير الحرب موشي يعالون. من جهة اخرى، اظهرت معطيات اسرائيلية أن ميزانية دائرة الاستيطان الحكومية الإسرائيلية ارتفعت بنسبة 600% خلال شهور قليلة هذا العام، وتم رصد الغالبية الساحقة من هذه الميزانية للمستوطنات في الضفة الغربية، الأمر الذي أثار غضب سكان منطقة جنوب اسرائيل الذين تماطل الحكومة في الاستجابة إلى مطالبهم بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم خلال العدوان على قطاع غزة. وجاء في تقرير لصحيفة "كلكليست" الاقتصادية التابعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن ميزانية دائرة الاستيطان في العام الحالي بدأت بمبلغ 58 مليون شيكل، وارتفعت ليصبح حجمها الآن 404 ملايين شيكل. ويظهر تحقيق أجرته "كلكليست" أن لجنة المالية في الكنيست صادقت في آذار الماضي على تحويل مبلغ 177 مليون شيكل إلى دائرة الاستيطان، وبعد ذلك وفي شهر حزيران صادقت اللجنة على تحويل مبلغ 169 مليون شيكل إلى الدائرة. واشارت الصحيفة الى أن مصدر معظم الأموال التي يجري تحويلها إلى دائرة الاستيطان هو وزارتا الحرب والإسكان، وأن ميزانيات المستوطنات "مخبأة في ميزانيتي الوزارتين". يُذكر أن وزير الإسكان، أوري أريئيل، هو أبرز قادة المستوطنين خلال عشرات السنوات الماضية، بينما وزير الحرب، موشيه يعالون هو مستوطن ويسعى إلى كسب تأييد المستوطنين خلال الانتخابات الداخلية في حزب "الليكود".