قال الجيش الأوكراني ان قواته انسحبت من مطار لوجانسك الرئيسي في شرق البلاد بعد ان صدر لها الامر بذلك في حين اتهم الرئيس بترو بوروشينكو موسكو بشن «عدوان مباشر وعلني» على بلاده. وذكر الجيش في بيان في وقت سابق أن المظليين الاوكرانيين يقاتلون كتيبة دبابات روسية من أجل السيطرة على المطار الواقع خارج المدينة وهي معقل للانفصاليين على الحدود مع روسيا. وقال المتحدث اندرى ليسينكو للصحفيين «في اتجاه لوجانسك تلقت القوات الاوكرانية أمرا وانسحبت من المطار». وأضاف أن سبعة جنود أوكرانيين قتلوا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. ويواصل خفر السواحل في أوكرانيا البحث عن بحّارين فقدا بعد غرق زورق دورية في بحر آزوف جراء قصف مدفعي من انفصاليين موالين لروسيا. وقال مسؤول بحرس الحدود إن ثمانية من البحارة نجوا من الهجوم الذي وقع أمس الأحد ويجري علاجهم من جروح وحروق. وتحاول مئات من القوات الحكومية يطوقها انفصاليون تدعمهم روسيا بالقرب من إلوفايسك إلى الشرق من مدينة دونيتسك منذ عدة أيام كسر الحصار. وقال بوروشينكو في كلمة في الاكاديمية العسكرية في كييف إن تدخل روسيا المباشر في الحرب في شرق اوكرانيا ساهم في قلب ميزان القوة في ارض المعركة وكان السبب الرئيسي للانتكاسات الأخيرة. وأضاف «عدوان علني ومباشر يشن على أوكرانيا من دولة مجاورة غير الوضع في منطقة الصراع جذريا.» وذكر أن القوات المسلحة ستشهد تغيرات في القيادات في أعقاب أحداث الاسبوع الماضي. الى ذلك دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الاوروبيين الى «التعقل» بعدما هددوا موسكو بعقوبات جديدة اعتبارا من هذا الاسبوع بسبب ضلوعها في الازمة الاوكرانية. وقال بوتين كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية خلال اجتماع في اقصى الشرق الروسي «آمل في ان يسود التعقل، وان نعمل معا بشكل طبيعي وألا نعمد نحن او شركاؤنا الى اذية الآخر». والتهديد بعقوبات جديدة وكذلك استمرار المعارك في اوكرانيا لا يزالان يلقيان بثقلهما الاثنين على الاسواق المالية الروسية التي تراجعت في نهاية الاسبوع الماضي بسبب الاتهامات المتزايدة لروسيا بتدخل عسكري في اوكرانيا وخشية اندلاع حرب واسعة النطاق بين البلدين. وبعد ان تدهور الروبل الى مستوى غير مسبوق امام الدولار الجمعة، سجل الاثنين في بداية التبادل انهيارا جديدا ليتجاوز سعر الدولار 37,30 روبل. كما تجاوز اليورو من جهته عتبة ال49 روبل للمرة الاولى منذ بداية ايار/مايو. وتراجع العملة الروسية يهدد بزيادة التضخم الذي بلغ اساسا اكثر من 7% بسبب الازمة الاوكرانية. كما ان ارتفاع الاسعار يرتقب ان يزداد بسبب الحظر الذي فرضته موسكو على غالبية المنتجات الغذائية المستوردة من دول تفرض عليها عقوبات. وقد امهل الاوروبيون السبت روسيا اسبوعا لتغيير موقفها فيما تتكثف الاتهامات لها بالتدخل عسكريا في شرق اوكرانيا. من جانبه صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس بأن بلاده تسعى للتوصل إلى حل سلمي للازمة في شرق أوكرانيا، وذلك قبيل إجراء جولة جديدة من المباحثات الدولية في بيلاروسيا. ونقلت وكالة الانباء الروسية «إيتار-تاس» عن لافروف قوله إن روسيا «تشجع فكرة التوصل إلى حل سياسي» لماأسماه ب» الأزمة والمأساة الشديدة». وقال إن الدول الغربية عليها ان تطالب بأن تتوقف الحكومة الاوكرانية عن استخدام الاسلحة الثقيلة والطائرات ضد المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، حسبما نقلت «إيتار-تاس». وأضاف أن الغرب عليه ألا يهدد روسيا بفرض عقوبات جديدة عليها. وتأتي تصريحات لافروف قبيل إجراء مباحثات في مينسك عاصمة بيلاروسيا، يشارك فيها مسؤولون من روسياوأوكرانيا وانفصاليون موالون لروسيا، بالاضافة إلى مراقبين دوليين من منظمة الامن والتعاون في أوروبا. الى ذلك عارضت الصين أمس فرض عقوبات اضافية على روسيا وقالت بكين إن سعي الاتحاد الأوروبي لفرض المزيد من الاجراءات سيعقد الأزمة فقط. وقال تشين قانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في افادة صحفية يومية مقتضبة «الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج فالعقوبات لا تساعد على حل القضايا الأساسية في أوكرانيا.. قد تؤدي إلى عوامل جديدة تزيد التعقيد.»