الاختلاف في وجهة النظر قد لا تفسد في الود قضية وهي محكاة قد تكون اكثر صراحة فيما لو تجامل المختلف مع المخالف له في الرأي، وهي ايضا دراسة واقعية لبعض العينات البشرية التي ربما يكون الكثير منها لها مكانة مرموقة ومناصب تدرج فيها حتى تقاعد من عمله؟ من هنا لن اقصد احداً بعينه في هذا الجانب لكن من خلال وقائع اجتماعية تطفح على السطح غير آبهة بالمستقبل للوطن والضرر الناجم عن هذا او ذاك يجب ايضاحها! اكثر ما يعجب القراء الاعزاء حدة النقد في الكتابات، وكلما زاد الكاتب في النقد كثرت جماهيريته المؤيدة ، ولو عملت دراسة على عينة من هؤلاء المؤيدين للنقد لوجدت انهم لا يستطيعون ان يبثوا نقدهم للمنقود سواء أكان المنتقد وزارة امنية او مدنية او مصلحة او شركة او غيرها، هم يتلذذون بصيغة الانتقاد بل ويحثون الناس عليه وخاصة من لهم قلم يسمع او يرى ويساعدونه في بث روابط النقد؟ بعض كتاب الزوايا الممنوح لها مكانة في بعض الوسائل الاعلامية وخاصة التي لها حضور جماهيري، تجده يأخذ التنويع حسب الموضوع المتجدد كل اسبوع وحسب استثارة الامور له فتارة ينتقد بعقلانية ويضع الحلول وتارة يثني على من يستحق الثناء واخرى ينور الناس بأمور لا يعلمون عنها شيئاً سوى ظاهرها العام؟ وهذا النمط من الكتابات يأتي من باب المهنية الاعلامية. هم ذاتهم كان لبعضهم مصلحة خاصة بهذه او تلك طبق عليه النظام في طلباته الخاصة ولم تسهل اموره في هذه الجهة او تلك؟ فيصبح ندا لها وينعتها ومسؤوليها بأشد النعوت مع انه ربما كان احد منسوبيها او ربما كان بينه وبين اعلى سلطة (وقفة نفس) باللغة العامية؟ وربما كان هو الرجل الاول في هذا القطاع لكنه ابعد عنه لأي سبب؟ المهم هنا ان الكاتب يجب ان يكون لديه قناعة ، بعيدا عن التعاطف الجماهيري حينما ينقد او يشيد، فمثلا اختلف الكتّاب بين النقد والتأييد لساند ولساهر ولحافز. وهي ثلاثة قوانين شرّعت مؤخرا؟ الغالبية منهم غير مؤيد لتلك الانظمة الثلاثة مع ان اختلاف حافز انه لا يأخذ من جيب الناس مادة بينما ساند وساهر يسلبان اموالا هم يرونها انها بغير وجه حق (حسب وجهة نظر المنتقدين) واختلف معهم المؤيدون لهذه الانظمة الثلاثة كمثال في هذا الموضوع فمنهم من يرى ان ساهر نظام يجبر المتهورين على الالتزام بقواعد المرور والسلامة معا، مع الاختلاف في طرق الجزاءات والتي لا زال المجتمع ينتظر التعديل والتخفيف انا احد المتأذين منها، ويأتي المؤيدون لساند على انه صيغة (اجتماعية واخلاقية واسرية) تحمي حق أي فرد من المجتمع فيما لو تعرض لتعسف فصل اداري او أي نوع من انواع ذلك ، وكذلك يرى المؤيدون لحافز على انه يحّفز الناس للعمل والبحث عنه ويدعمهم نفسيا ومعنويا كي لا يحتاج الى مادة من ابيه او امه وهذا النظام لا يقتص من المواطن أي مبالغ مادية؟ لكن المثيرين له هم بعض رجال الاعمال والشركات الكبرى كونه يعزز صندوقه من خلال الاقامات العمالية وهكذا، فهم الناقمون منه والكارهون له؟ في الحالات الثلاث مع هذه الانظمة من نرضي من عندما ننقد او نشيد! فتخيلوا لو ان ساهر وحافز وساند لست انظمة موجودة ماهي حال الحوادث والاشارات والسرعة وما هي حال الشباب الباحثين عن العمل لتجدهم يحرّجون على بضائع في ابن قاسم او اسواق الخضار مع انها مهن شريفة ونعتز بها فقد يلجأ البعض منهم ايضا الى التسول؟ كما ان حافز يمنح مرتباً دون عمل ومع هذا انتقد من اصحاب المصالح او ممن لا تنطبق عليهم شروط الاستحقاق. اخيرا اتمنى من المنتقد للكتابات الواقعية ان يتعمق في انظمة تلك الجهات ويبحث عنها ثم يبدي وجهة نظره كفانا عبثاً في ذمم الناس ووصفهم بنعوت لا تليق؛ فالله سيحاسب كل شخص نطق او كتب او ساعد على بث الشائعات عن ذلك او تلك. حمى الله الوطن من كل سوء.