تنافس مشاهير العالم للمشاركة في حملة التوعية بمرض (التصلب الجانبي الضموري) الذي يصيب الجهاز العصبي للإنسان فيؤدي إلى العجز عن التحكم في العضلات وضمورها تدريجيا وصولا إلى الوفاة. وخلال أيام معدودة جمعت حملة #تحدي_دلو_الثلج أكثر من مئة مليون دولار لصالح الجمعية التي تعنى بالمصابين والأبحاث المتعلقة بهذا المرض القاتل. لعله من النادر أن تحظى حملة مماثلة بهذا الزخم إلا أن الطريقة المبتكرة التي قامت عليها والمتمثلة في سكب دلو من الماء والثلج على رأس المشارك في الحملة وتحدي أشخاص آخرين للقيام بالمثل أو التبرع بمبلغ مالي لا يقل عن مئة دولار هي من ساهمت في رفع نسبة المشاركة والوعي وبالتالي حجم التبرعات. بيل غيتس، اوبرا وينفري، ستيفن سبيلبيرغ، جنيفر لوبيز، جاستن تيمبرليك، ولاعب المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو، وحتى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش شارك في هذا التحدي عندما سكبت زوجته لورا دلو الثلج على رأسه حينما اختار التبرع لا التعرض للسعة الماء البارد. عربيا شارك نجومنا في هذا التحدي فقط من باب التقليد دون أن تكون لهذه المشاركة قيمة حقيقية سوى البحث عن المزيد من الشهرة بعيدا عن قضايانا الملحة والمآسي التي تحيط حاليا بعالمنا العربي. قبل أيام شاهدت مقطعا مصوراً لنجم أرب آيدول الفلسطيني محمد عساف وهو يسكب على رأسه دلوا من التراب هذه المرة في محاكاة للواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي بيوتهم ومنهم من قضى تحت ركامها ومنهم من لايزال. هذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب أن نشارك فيه، وأن ندعمه ليصل إلى العالمية من أجل تسليط الضوء على ما يعانيه سكان القطاع الذين لا يملكون رفاهية سكب الماء والثلج فليس لهم خيار سوى الركام الذي خلفته آلة الحرب الصهيونية. مدفوعا برؤية هذا الشاب الفلسطيني الأنيق وهو مغطى بالتراب تكريماً لشعبه وأبناء وطنه قمت بالتجربة بنفسي، لأدرك بعدها أن كيلوغرامات محدودة من الرمل كفيلة بأن تجعل الإنسان في حال من الضيق وعدم القدرة على التنفس فما بالك بمن أمضى ساعات وساعات تحت أطنان من الركام في غزة؟