"نلعب على أرضنا أمام جماهير الهلال" هذا ما قاله قائد السد القطري طلال البلوشي بعد خروج فريقه من ربع نهائي دوري أبطال آسيا على يد "الزعيم"، وهو أقوى التعليقات تأثيرا ووصفا لرعب الجماهير الهلالية التي استحوذت على 11 ألف مقعد في استاد جاسم بن حمد في الدوحة مقابل 3200 مقعد لجماهير "عيال الذيب"، وما حصل ليس مستغربا عليهم فالهلال سجل أعلى حضور جماهيري في القارة، إذ حضر 63500 مالئين جنبات استاد الملك فهد الدولي في مواجهة ذهاب دور الثمانية أمام السد. "هوامير الصحراء" كما وصفهم الكثير، ليسوا جماهير فقط، بل أصبح تأثيرهم أبعد من ذلك بإرهاب الخصوم ودب الرعب في قلوب الفرق عندما يواجهون الهلال على أرضه أو خارج أرضه، وهو ماسيقود "الزعيم" إلى اعتلاء المنصات ومعانقة الذهب وما قاله البلوشي خير دليل على دورهم. حساب الاتحاد الآسيوي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أشاد مرتين بجمالية المدرج الهلالي مرفقاً في "تغريداته" صوراً ل"التيفو" الذي يبهر القارة في كل مواجهة يكونون "الشقردية" طرفا فيها، وبالتأكيد هذا ماجذب الشركات لرعاية الفريق، بعد تيقنهم بأن الهلاليين أكثر الجماهير عدداً وتأثيراً وأسرع الطرق لتسويق منتجاتهم. الفرج صنع الفرح لم يكن سلمان الفرج كالذي نشاهده في كل موسم، بل تطور مستواه إلى حد كبير جعل مدرب الهلال ريجيكامب يعتمد عليه بشكل كبير، ليصبح اللاعب رقم واحد في كتيبة "الشقردية"، وهو من حسم التأهل إلى نصف النهائي بهدفه الرائع في الرياض، بعد أن ضاق مدرب الهلال ذرعا من الوصول إلى مرمى السد وحسم المباراة بسبب تكتل لاعبيه في ملعبهم واعتمادهم على الدفاع، ويلعب الفرج في أكثر من مركز حتى أن ريجي أصبح يوكل له مهام مركزين ليغطيهما اللاعب الأنيق وهذا مافعله بنجاح في مباريات عدة. موهبة الفرج تفجر بعض منها مع انطلاقة الموسم الجاري، إذ لعب أربع مباريات استطاع تسجيل ثلاثة أهداف وصناعة هدف، وأصبح أكثر جرأة من قبل، إذ بات يقتحم ملعب الخصم ويسدد ويصنع الأهداف ولا يكتفي بالتمرير ومهام المحور، على الرغم من أنه كان أحد أفضل اللاعبين في الموسم المنصرم مع نيفيز والشمراني، ولو قُدر للهلال اللعب على نهائي اللقب القاري، فربما يكون مرشحا لنيل جائزة أفضل اللاعبين في آسيا. أجنبيا الدفاع عانى الهلاليون كثيرا من مشكلة قلبي الدفاع في الأعوام السابقة، إذ كانت السبب الرئيسي في خروج الهلال من البطولات وعدم وصوله المراحل البعيدة في دوري أبطال آسيا، وهو ماجعل عشاق "الزعيم" يضعون أيديهم على قلوبهم في كل مواجهة حاسمة، خوفا من نكبات المدافعين المتكررة، لكن قناعة مدرب الهلال السابق سامي الجابر وجرأته في استثمار خمسين في المئة من اللاعبين الأجانب لمركز قلب الدفاع أعادت للجماهير والفريق الهلالي الثقة. روح ديغاو وحماسته ظهرتا في المباراتين الأخيرتين تؤكد احترافيته وامتلاكه لروح لا تقبل الهزيمة، إذ ظهر بمستوى رائع جدا واستمات في الكثير من الهجمات ومنعها من الدخول الى منطقة العمليات الهلالية، إضافة إلى جرأته في قطع الكرات والالتحام الدائم بهجوم الخصم، وقلة حصوله على الإنذارات. أما كواك فقد نال الثقة الهلالية في هذا المركز الحساس، على الرغم من معاناته الموسم الماضي من الاصابات وعدم مشاركته سوى في مباريات قليلة، لكن عودته الموسم الفائت من الاصابة رممت الدفاعات الهلالية وقلصت عدد الأهداف التي كان الهلال يتلقاها في معظم المباريات، وأصبح الهلال يتمتع بأقوى خط دفاع في المسابقات المحلية، أما على مستوى القارة، فلم تتلق شباك الهلال اي هدف في آخر سبع مواجهات.