لم يلبث أن بدأت منافسات البطولات المحلية السعودية إلا وبدأت إدارات الأندية بتكرار نفس الاسطوانة المشروخة التي لا يملون تكرارها أو لا يملكون إلا تكرارها وهي شماعة الأخطاء التحكيمية التي تعلق عليها أي إخفاق للفريق. الأخطاء التحكيمية جزء من لعبة كرة القدم، ومثلما يخطئ رئيس النادي أو المدرب أو اللاعب يخطئ الحكم، تبقى وجهات نظر الجماهير الرياضية متفقة على أن الحكم السعودي سيئ بسبب ضعف لجنة الحكام التي طالبنا مراراً بتغيير كوادرها وإحلالها نهائياً إلا أن التحكيم في النهاية سيبقى سببا غير رئيسي من عدة أسباب لتراجع أداء أي فريق وتبقى هناك أسباب هي الأهم أن تعمل عليها إدارات الأندية , فبدلاً من أن تحاول أي إدارة أن تصدر بيانا لتحميل الحكام خسارة فريقها عليها العمل على إيجاد الأسباب الحقيقة خلف تعثر أو تراجع الفريق وأن تترك استغفال الجماهير والتهرب من المسؤولية. يبدو أن بيان النصر الأخير سيكون له تأثير سلبي على الفريق، فاللاعبون مشحونون بسبب بيان الإدارة الذي يجزم أن الحكام يقودون المباريات تحت تأثيرات خارجية مما يعزز نظرية المؤامرة لدى اللاعبين والجماهير ويجعلهم في حالة من التشنج في كل مباراة , فهذه التبريرات لن تزيد النصر إلا خيبة ومطالبتهم بالحكم الأجنبي في كل مباريات الموسم أمر مستحيل وغير مقبول وسبق إن طالبت به بعض النوادي وقوبل بالرفض. النصر كان بطلاً لبطولتي الدوري وكأس ولي العهد الموسم الماضي وعاد بعد طول غياب إلى الواجهة تاركاً خلفه سنوات من الضياع كانت مليئة بالإخفاقات، وبالتأكيد أن أكثر ما يهم المشجع النصراوي هو حصد البطولات استمرارا لمستويات الموسم الماضي ولا يريد أن يرى إدارة فريقه تعود إلى عادتها القديمة وهي لغة البيانات التي يبقى هدفها تبرير الفشل وتغطيته. على إدارات الأندية أن تواجه أخطاءها وتلوم لاعبيها وتنتقدهم وأن لا تركن خلف كل الأعذار الواهية والبيانات التي انتهى عصرها وولى زمانها فالمشجع لم يعد مغيباً عن الواقع بل هو واعٍ ومدرك ويعرف حقيقة العمل التي تقوم به إدارات الأندية.