منذ الأزل .. ولجنة الحكام المنبثقة عن الاتحاد السعودي لكرة القدم تدافع عن حكامها عندما ( يجيبون العيد ) بأسطوانتها المشروخة والمكررة : الحكم بشر وأخطاؤه جزء من اللعبة , وعلى الرغم من تعاقب أجيال الحكام ومن تغير رؤساء اللجنة إلا أن هذا العذر المعلب لم يتغير ! وكأنها لا تعلم أنها تضع رقابهم على مقصلة الشك أصلاً بمثل هذه المقولة , وتدينهم أيما إدانة , فإذا كان الحكم السعودي بشر كما تزعم اللجنة ومن زاعمها , أي أنه يخطئ ويصيب , فلماذا لا يخطئ أحدهم لمصلحة النصر ولو مرة واحدة في أحد مباريات الحسم ليؤكد لنا آدميته على الأقل ؟! ولكي لا أتهم بأني شاعر للقبيلة الصفراء , فأنا هنا لا أدافع عن النصر بقدر ما اضرب به مثلاً بعد أن فرضه الواقع رمزاً للأندية المظلومة على مستوى العالم أجمع , ولا أبالغ , سيما بعد كارثة الكثيري الذي أعلنها حرباً ضروساً طاحنة ضد كل ما هو أصفر ! فهل تعلم سيدي القارئ أن النصر وهو النادي الذي يربو عمره على خمسين عام لم يستفد من أي ركلة جزاء في كل النهائيات المحلية التي خاضها طوال تاريخه , المرة الوحيدة والنادرة التي سجل هدفاً في نهائي من ركلة جزاء كان قد احتسبها له حكم أجنبي وليس سعودي في بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد عن طريق لاعبه البرازيلي التون خوزيه ! دعوني أعيد صياغة الفكرة من زاوية نظر أخرى : لماذا لم يفقد الهلال وهو ابن الحكام المدلل أي بطولة بسبب خطأ لحكم سعودي ؟! أين آدمية الحكام التي تعتذر بها اللجنة .. وأين هي بشريتهم ؟! لم نعد نرى أمامنا بشراً يصيب ويخطئ كما يفعل الحكام العالميين في كأس العالم والذين تخدم أخطائهم البرازيل اليوم ولكنها تصب غداً في مصلحة ايطاليا , وهكذا .. إذ لا تستمر تصب دائماً وأبداً لمصلحة ايطاليا وضد البرازيل على طول الخط ! هئولاء هم البشر وهذه هي الأخطاء البشرية التي يقبل بها المشجع أن تكون جزءاً من اللعبة , وهذا على النقيض مما يفعله حكامنا السعوديين الذين يهرولون فوق العشب كالروبورتات المبرمجة لدعم الهلال والإطاحة بالنصر فوق كل أرض وتحت كل سماء ! على الحكام أن يطوروا أنفسهم وإن لم يستطيعوا فليغيروا أسطوانتهم المشروخة إذن , ويستبدلوها ب : أخطاء الحكم جزء من اللعبة الكبيرة على الجماهير ( التي تدور خارج الملعب ) .. وليس جزء من لعبة كرة القدم ! لا زلت أكرر .. وأحذر .. الكارثة التي لا أحد يتخيلها بالطريق .. فمن يفهم ؟! تمريرات : - أكتب قبل نهائي ولي العهد .. متمنياً فوز الهلال أكثر من الوحدة .. صحيح أن الوحدة متعطش للبطولات ولكن جماهير الهلال متعطشة أكثر لتذوق طعم الفرحة الحقيقية وليس المصطنعة وهم بحاجة للفوز بأحقية وجدارة . - ما تفعله لجنة عمر المهنا حتى الآن .. يتنافى كلياً مع جوهر حديث الرئيس العام لرعاية الشباب عندما تحدث واعترف بأهمية العدل بين الأندية .. ليته يتنافى وحسب , بل يتضاد ويتعاكس ويتصادم أيضاً ! نعم النصر يظلم عياناً بياناً لكني لا أؤمن بعقد الإدارة التي أصبحت تتمنى أن يظلم فريقها لتخرج من مأزق الخيبة والفشل والضغط الجماهيري . عدم حماية النادي والذود عنه عيب إداري أصلاً لم يعد في هذا الزمن شماعة تعلق عليها الإدارات أخطاؤها .. فكارثة أبو زندة مثلاً لم تحبط منصور البلوي عن حلم اللعب في كأس العالم للأندية وقهر أعداء الاتحاد ! من يستسلم للعقبات ويعلن ضعفه ووهنه وقلة حيلته و( يتبكبك ) أمام الجماهير , فهو لا يستحق أن يرأس نادياً جماهيرياً وعملاقاً .. من يفعل ذلك كأنه يقدم استقالته أصلاً ولا فرق بين الحالتين! [email protected]