أكثر المتابعين لم يتوقع أن يشاهد فريق الاتحاد بتلك الصورة الهزيلة ليس في مباراة العين فحسب بل حتى وهو يفوز على الفيصلي والفتح ب( طلوع الروح ) رغم دعمه بأسماء أجنبية معروفة وقيمتها المادية عالية جداً ولكنها ربّما لم تجد التوظيف الفني الذي يجعلها ترفع وتيرة تلك الأسماء المحلية الشابة التي قدمتها إدارة محمد فايز وحققت بها كأس الملك للأبطال الموسم قبل الماضي بل على العكس كانت هذه الإضافات الأجنبية بجانب إعادة بعض الأسماء المستهلكة ومجاملتها الواضحة سبباً مباشراً في تدني مستويات كثير من هؤلاء النجوم الصغار أمثال عبدالفتاح عسيري وفهد المولد ومختار فلاتة وظهروا على طريقة (جيتك ياعبدالمعين تعين ...) !! الجميع اتفق أنّ المشكلة تدريبية يقف وراءها خالد القروني إذ لم يستطع إظهار الفريق بالصورة التي تتواكب مع الإمكانات التي توفرت له من خلال معسكرين احدهما داخلي في الطائف والآخر خارجي في هولندا والتعاقد مع أربعة لاعبين أجانب تُعد أسماء كبيرة، وكان على الإدارة التي أعطته كل الصلاحيات ولم ينجح أن تتخذ قرارها في إبعاده وتكليف مدرب موقت بعد مهزلة ما حدث في العين لتعطي للفريق الصدمة الايجابية التي تمكنها من تجاوز مباراة الرد والتأهل وهي التي نجحت في قاموس مباراة الذهاب والإياب والبطولات القصيرة ومنها نهائي كأس آسيا 2004 عندما خسر الاتحاد الإياب في جدة 1-3 وتمت إقالة المدرب ايفتش آنذاك تكليف مساعده درجان مما أعطى اللاعبين التحدي مع أنفسهم ليقلبوا الطاولة ويكسبوا الإياب على الأراضي الكورية بخماسية توجتهم بلقب القارة وشواهد أخرى كثيرة نجحت في هذا الجانب ولكن هذا الأمر مع الأسف لم تتجرأ الإدارة الاتحادية باتخاذه، وهذا يعطي للمتابع (الفطن) الدليل الواضح بأن سبب إصرارها على بقائه بعدما نجح في مهمة قصيرة ومع نهاية موسم أنها تريد مدرب (يسمع الكلام) ولا تريد المدرب الذي يعطي رأيه الفني بوضوح بغض النظر عن الأسماء؛ فما حدث في تشكيلة الفريق أمام العين يكشف لنا عشوائية وازدواجية القرار، فمن سابع المستحيلات أنّ تجد مدرباً له تاريخه التدريبي يدخل مباراة مفصلية بهذه الطريقة والأسماء التي تفتقد للانسجام والجاهزية، فالعبسي مثلاً لم يشارك من قبل قام باشركه بديلا للقميزي الذي شارك في مباراتي الفيصلي والفتح وقدم مستوى مميزا دفاعا وهجوما وقام بإشراك قاسم في غير مركزه الحقيقي ومع نور التزم حرفيا بإشراكه في جزء من المباراة بغض النظر عن حاجة الفريق للعودة للمباراة ومنها انكشف المستور وبهذه العشوائية خرج من المباراة بلا مستوى ولا نتيجة ... فإلى متى ؟! مباراة الرد غداً لن تكون سوى تحدِ للاعبين مع أنفسهم للخروج من هذا النفق والتأهل الذي لن يكون مستحيلاً ولكنه سيكون غاية في الصعوبة خصوصاً أن الفريق يلعب دون مساندة جماهيره التي كانت سنداً حقيقياً في مباراتي الفيصلي والفتح، ويفترض أن تكون الإدارة قد انتهت من الآن من التعاقد مع مدرب عالمي يستطيع أن يُبقي الهرماس في صورة النجومية التي ظهر بها في العامين الماضيين قبل أن يتفكك وتعود المعاناة من جديد !! وقفة أخيرة أطلق رئيس الاتحاد إبراهيم البلوي على جماهير الاتحاد (صنّاع القرار) لكسب دعمهم له وعندما طالبوا بإعفاء القروني بعد خسارة العين جدّد الثقة به فمن هو الذي يصنع قرار الآخر ؟!