إن (العقدة) تتعاظم عندما يمر الشخص بنفس الموقف الصعب مرات عديدة ولا يستطيع تجاوزه، فينتابه شعور بالعجز التام وأنه مسلوب الإرادة مكتف اليدين والرجلين. * كنت لا أؤمن بتلك العقدة في كرة القدم حتى شاهدت مباراة الاتحاد والشباب في كأس أبطال أسيا، والتي جندل فيه (هرماس) الاتحاد فريق الشباب، وتلاعبوا به داخل المستطيل الأخضر كما يحلوا لهم.. في تلك المباراة كانت الفوارق عديدة بين الفريقين معظمها تصب في مصلحة الشباب، بدءاً بالاستقرار الإداري، والفني، وليس انتهاء بأربعة أجانب على مستوى عالٍ.. غير أن الهرماس قالوا كلمتهم المعتادة دوماً أمام الشباب: (نحن الأجدر بتمثيل الوطن في أسيا). * من شاهد المباراة قد لا يصدق أن فريق الشباب هو نفسه من حقق كأس خادم الحرمين الشرفيين مؤخراً، والذي استطاع في تلك البطولة أن يتجاوز النصر بطل الدوري، والهلال الثاني، وثالث الدوري الأهلي.. ولا أبالغ إن قلت إن من شاهد المباراة قد يظن أنها (تمرين ترفيهي) للهرماس، عطفاً على كمية الفرص المهدرة، والسيطرة، والنتيجة التي تأهل بها الهرماس إلى دور الثمانية في أسيا (4-1) في مجموع المباراتين.. ومنذ بزوغ أنياب الهرماس تقابل الفريقان في خمس مواجهات لم يستطع الشباب أن يتغلب عليهم ولو في مرة واحدة، ومن أمامه استطاعوا أن يحرزوا كأس الأبطال الموسم الماضي، وأن يقطعوا شوطاً لا بأس به في أسيا. * أعلم أن لكل مباراة ظروفها وأن (العقدة) قد تنفك في قادم المواجهات بين الفريقين، لكني فقط أردت الإشارة إلى أن الظروف القاسية قد تكون وقوداً محفزاً لتخطي العقبات، تماماً كما فعل الهرماس في كل المواجهات التي جمعتهم بالليوث.. وأعلم أيضاً أن فريق الشباب في السابق كان كعبه عالياً على الاتحاد، لكن هكذا الدنيا تدور مع (الهرماس عتارسة أسيا)، هذا الفريق الذي صنعته الإدارة السابقة (الفايز وعادل جمجوم) حيث منحوهم الثقة والفرصة في تمثيل الفريق بالقرار التاريخي (المدروس) بعناية (قرار الإحلال)، فكان ردهم للجميل برسم أفراح غامرة لا تُنسى باللون الأصفر على محي الجماهير الاتحادية.. عودوا بالذاكرة إلى الوراء قليلاً عندما أرسلت إدارة أبو عمارة مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب إلى معسكر في الأرجنتين مع المدرب كالديرون أين هم الآن؟! وما هي الأسباب التي بعثرتهم؟! أترك لك عزيزي القارئ الحصيف مراجعة الأسباب والمسببات. * أما الرئيس إبراهيم البلوي ليس له من الأمر شيء في صناعة الهرماس، وسنحاسبه من اليوم وإلى أن يبدأ الموسم المقبل، أليس هو من قال: (حاسبوني من الموسم المقبل).. حتى المحلل الفني خالد بيومي بلغة الإنصاف أرجع الفضل في التأهل لأسيا للإدارة السابقة بتكوينها لهذا الفريق الشاب وللجمهور الاتحادي العظيم، بل إنه قال: إبراهيم البلوي حتى الآن لم يفعل شيئاً.. عموماً ينتظر إبراهيم عمل شاق وصعب تعاقدات مع أربعة لاعبين أجانب على مستوى، ولاعبين محليين، ومدرب متمكن، ومعسكر. بالإضافة إلى أشياء كثيرة تخص النادي ككل تحتاج إلى ضخ مالي هائل.. وبمناسبة الحديث عن المدرب فما قدمه المدرب القروني يعتبر عملاً فنياً جيداً جداً، لكن الفريق يحتاج لمدرب أكثر تمرساً وخبرة، ولكي لا نعيد سيناريو بينات القديم فعلى إبراهيم البلوي البحث عن مدرب عالمي، فمن اليوم (دقت ساعة الدفع).. دمتم طيبين. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الهرماس.. عتارسة أسيا