مع استمرار التغير الحاصل والمشاهد داخل الحياة في المجتمعات نلاحظ أن القضايا مستمرة ولا نجد أن هناك قضايا حديثة ووليدة اليوم، بل لازلنا نشاهد ونسمع الكثير من القضايا متكررة ومستمرة بمختلف انواعها. ليست المسألة تتعلق فقط بقراءة نص ما وعمل سيناريو وقتي وتنتهي المشكلة، فالدراما تنصب فقط في مشهد وينتهي لتوصيله للمشاهد، وليست القضية أن ثمة قضايا دارجة في المجتمع وتكشف مدى انعدام الإنسانية في كل قضية وتذهب مع الطوفان والنسيان الأبدي، إنما هي قضايا تهم الكاتب والقارئ والمتلقي والمسؤول وجميع الطبقات في المجتمع، نعم إن الإنسان خلق في كبد ومتلازمة وتحتاج إلى جهد ومشقة لكي يعالج تلك القضايا والتي تحتاج إلى نظرة ورؤية حتى لا تتفاقم المشكلة، القضايا تتعدد والمحن تزداد ولكن كيف تم نحور تلك المسائل الخطيرة على مجتمعنا بحلول مفيدة؟ المجتمع لديه العناصر الإعلامية من مقروء ومسموع ومرئي، يشاهد الأحداث والكوارث ويسمع في المجالس مايدور، ولنسلط الضوء قليلاً حول قضايا مجتمعاتنا وما تحمل بطياتها عناصر مسببة لتلك القضايا من آباء وأمهات، بل القضايا تشعبت حتى أصبحت متناولة بين الأيادي ووصلت إلى قضايا الفساد الإداري والأخلاقي، كل شيء يأتي بسبب ما، تلك الأسباب لم تأت من ذاتها ولكن وجدت من سخر لها أن تكون مواكبة لفكر الشخص وما تهوي الأنفس! القضايا الأسرية من تفكك عائلي وعنف أسري ومشاكل الأزواج وفساد وفكر ضال وجرائم من (جنح) وغيرها كلها أتت من واقع لها مبررات ولكن هل تلك المبررات كافية وكفيلة لتفاقم تلك المشاكل؟ لا تتعدى المسألة من الجلوس مع الذات عند قراءة نص جريمة أو مشاهدة واقعة من صاحب القضية عبر الإعلام، المصائب أصبحت في ازدياد، هناك من فند تلك المصائب من عواقب المخدرات وهناك من برر تكرارها بوجود المرضى النفسيين، بل هناك من قال إن السبب يأتي بعدم وجود المال!! لا نعلم بالضبط ما هي الأسباب التي أدت إلى تلك المصائب ولكن من وجهة نظر الكاتب أن السبب الرئيسي هو الفجوة الحاصلة بين الفرد وأسرته وبين المجتمع ايضاً! وقد طالبنا سابقاً بإقامة مراكز داخل الاحياء السكنية، لاحتضان الشباب وتقيمها الجهات المسؤلة، ويقام بها برامج ترفيهية ليمارس الشاب برنامجه اليومي من حوار ومن العاب رياضية وتحت أنظمة وقوانين صارمة، ومن جهة أخرى نجد ان الفساد الاداري والمالي اصبح أمره طبيعيا في وقتنا الحاضر، وكيف لا ونحن نقرأ ونشاهد القضايا مطروحة عبر وسائل الاعلام، من قضية رشاوى ومحاكمات!! فمسألة الحلال والحرام موجودة أمام الشخص ولا تحتاج إلى مرشد ديني أو توعوي، فالفساد الإداري من الرشوة والتزوير وغيرها من القضايا المالية والتي أصبحت متواجدة بكل قطاع، ونتأسف أن تلك القضايا موجودة في بلادنا، وهي تنعم بنعم العقيدة والشريعة، بعكس البلاد الغربية والتي تحمل شعار النظام الصارم والمحاسبة وهي ليست دول اسلامية!! الرؤية قد تتضح للجميع ونعرف مدى عواقب كل مسألة من فساد وغيرها، ولكن المجتمع وهو يتمعن بقراءة النص، هذا النص المليء بالفساد والعنف، المجتمع أصبح في الوقت الراهن هاجسه مليء بالخوف من كثرة القضايا والمحن، وأصبح يتفاعل مع تلك القضايا بالحزم النفسي والصرامة مع الأبناء، نعتقد أنها ضارة نافعة تلك القضايا والمستفيد هو المجتمع لكي يصلح ما كانت النفس لاهية في متاع الحياة ،أمارة بالسوء إلا مارحم، ولا تعلم تلك النفس عن الوضع الأسري من حولها إلا بأسمائهم فقط! كذلك الفساد الإداري من تزوير ورشوة ومبالغ مالية من أكل أموال الناس بالباطل من أسهم مالية وعقارية، كل تلك المسائل المرتبطة بالمادة أصبحت في الآونة الأخيرة موجودة والتصدي لها يأتي من المجتمع نفسه، إن المجتمع هو المصلح بعد الله لأي قضية، المجتمع أصبح بيتاً واحداً وثقافة واحدة، لنرتقِ أكثر عن التطرق من مسألة قيادة المرأة وعمل المرأة وغيرها من القضايا التي هي مجرد إشغال الشارع الاجتماعي فقط، فهناك قضايا تحتاج لحلول، قضايا ملموسة ومتداولة، قضايا تهم كل صغير وكبير من مواطنين في بادنا حفظها الله، فكل رب اسرة لديه ابناء وهاجسه مليء بتحركات الابناء ومواقفهم ووضعهم في هذا الزمن، الإعلام كما قلنا سابقاً هو همزة الوصل بين المجتمع والمسؤول، والمجتمع يتفاعل مع أي قضية لأن أي قضية هي جزء من ذات المجتمع، كيف أتت القضية؟ وما هو الضرر وكيف علاجها؟ المواطن لديه القدرة بأن يكون مليئاً بكل معاني التوجيهات التي تنصب للمصلحة العامة وتأتي وفق الوقوف مع القضية وبث روح الإصلاح، المواطن يجب أن يكون السلام والحارس ورجل الأمن على كل قضية، يجب أن يكون مسؤولاً في عمله، وفي بيته، وفي مدرسته، وفي مكتبه، وفي أي حيز يكون متواجداً به، نقف أمام المخالفات التي يفتعلها ويتبناها أي مواطن أو وافد على البلاد، فنحن أبناء وطن، لماذا نجد الآخر يختلف بسماته وأخلاقياته عن الآخر في منطقة أو مكان معين؟! لماذا نجد أن التلاعب والفساد انتشر وأصبح في كل مكان؟ قضايا المجتمع من تربية وقضايا الفساد من مال وادارة، نلاحظ انها في تفاقم ولا زالت، تلك القضايا هي من نتاج وإهمال رب البيت، فرب الاسرة هو المتسبب بإهماله بما وقع على أحد ابنائه من سلوك مشين أو تصرف أرعن، رب العمل المسؤول هو المتسبب بتفشي موضوع الرشوة والتزوير، بسبب عدم المتابعة وابتعاد الرقابة، اصبحت القضايا مع الأسف شيئا طبيعيا بل ظاهرة اجتماعية، الفجوات متواجدة ولا نجد هناك ترابطا، فالأب بعيد عن محاورة الابناء ولا يبالي بتلك السمة، ورب العمل لم يخلق جو ترابط العمل (كورشة عمل واحدة) والنتيجة بتلك الحالات الفساد الاخلاقي والبيئي!! تحتاج تلك التساؤلات إلى الربط والتعاون والوقوف بوجه كل من تسول له نفسه بالانخراط بجرائم الإنسانية من مال وغيره، نحن جزء من الأمن ونحن جزء من المواطنة، يداً بيد لعملية الإصلاح والتأسيس وسوف ترون كيف يأتي الإصلاح وكيف يأتي الوعي، فالحصانة والحوار أهم اسباب نجاح تربية الابناء بعد توفيق الله، والرقابة والحساب أهم اسباب للوقوف اما الفساد الاداري والمالي، ونتمنى أن تكون هيئة الفساد صارمة ومحاسبة للكبير قبل الصغير فقد أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإنشائها قبل 3 سنوات لمراقبة الفساد والمتابعة، وأن يكون مجلس الشورى صوت بأعضائه المتواجدين ببث رسائل والمطالبة بالحد من تلك القضايا الفاسدة! والله من وراء القصد.