كان من نعم الله على بلادنا برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي وشمل هذا البرنامج ابتعاث الكثير من أبنائنا وبناتنا إلى عدد كبير من بلدان العالم للدراسة في الجامعات في مختلف التخصصات العلمية التي تحتاجها بلادنا لخدمة المجتمع السعودي في كافة المجالات. وهيأ الله رجالاً كباراً للإشراف على هذا البرنامج وادارته وضبطه وتنظيم أفراح الأبناء والبنات المتخرجين من مختلف جامعات العالم. وشاء الله أن أكون حاضراً في هذا الشهر في استراليا لأشارك في هذه الأفراح بتخرج ابني الدكتور سلطان وسرتني هذه النتائج والتخرجات ورأيت الفرح يعلو كل جبين والخريجون مزهوون بانتهائهم من الدراسة وتطلعهم للأعمال وخدمة وطنهم ومجتمعهم وحمدت الله أن أعدادهم تزيد في كل عام وافتخرت كمواطن بحسن الخدمات التي تقدمها لهم وزارة التعليم العالي بمتابعة الدكتور خالد العنقري والملحق الثقافي في أستراليا الدكتور عبدالعزيز بن طالب. ولفت نظري فرحة جميع المسؤولين في السفارة السعودية في أستراليا بهذا التخرج وهذه التجمعات السعودية في بلاد الغربة البعيدة وحسن الرعاية الشاملة من جميع موظفي السفارة وعلى رأسهم سفير خادم الحرمين الشريفين في أستراليا ونيوزيلاندا الأستاذ نبيل آل صالح الذي أقام حفل استقبال لوزير التعليم العالي وصحبه تجلت فيه الوطنية والحكمة وحسن الرأي. ولا أنسى حضوري لاحتفال النادي السعودي بعيد الفطر المبارك فقد كان حفلاً رائعاً برزت فيه محبة الوطن والتطلع إلى خدمة المجتمع السعودي وكان رئيس النادي وجميع الطلاب المسؤولين فيه شعلة من النشاط والتحفيز والتشجيع لخدمة زملائهم المبتعثين. والحمد لله يوجد اليوم في أستراليا أكثر من سبعة آلاف طالب وطالبة وأغلبهم في الدراسات العليا وكلهم في سرور وراحة بال فالجو والطبيعة هناك لهما ميزة فريدة في صفاء النفس واكتمال الرضا مما يساعد كل طالب على الحرص في تنظيم دراسته واستكمال متطلباتها. وبودي أن أعرض رأياً حول هذه الأفراح بالتخرج يتمثل في الاكتفاء بحفل التخرج في الجامعات الأسترالية وقد حضرت بعضها وهي كافية لتميز أبنائنا هناك. وأن يكون احتفالنا بهم في وطنهم السعودية حيث يكتمل حضور آبائهم وأمهاتهم واخوانهم ويكون حفلاً موحداً لجميع الخريجين من الخارج ويرعاه الملك -حفظه الله- أو من ينيبه. فهذا المقترح يوفر العناء والمشقة على المسؤولين والطلاب وذويهم كما أنه يوفر فرصة أكبر للجهات الحكومية والشركات المحلية في استقطاب الخريجين من خلال إقامة يوم للمهنة مصاحب لهذا التجمع الوطني.. إن توحيد هذه الاحتفالات داخل الوطن توحد الجهود وتريح النفوس وبها يكتمل المطلوب ويعتز الوطن بحضور أبنائه مجتمعين بين أهليهم وذويهم.. ختامًا.. كمواطن يحب وطنه أقول شكراً لخادم الحرمين الشريفين.. وشكراً لرجاله الأوفياء الذين يعملون على تحقيق آماله في خدمة الوطن والمواطن.. وشكراً للمواطن الذي يعي مسؤوليته الوطنية ويعمل على الاستفادة والتميز في كل المحافل.. حقق الله الآمال.. وحفظ الله الوطن وأهله..