مع اقتراب الموعد الرسمي المحدد لإنهاء وتسليم مشروع مقر نادي الرائد في بريدة، وتحديداً بعد غد (الثلاثاء)، تصاعدت وتيرة غضب أنصار ومسؤولي النادي الأول تأسيساً في القصيم، مطالبين الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتدخل بشكل فوري وفاعل من أجل إنهاء معاناتهم مع تأخر انتهاء عمليات البناء في المقر الجديد المعتمد ضمن ميزانية الدولة في العام 1429ه بمبلغ يلامس حاجز ال84 مليون ريال، في وقت لم يُنجز سوى ستة بالمائة من المشروع، إذ لم تتشكل حتى الآن ملامح المقر في ظل توقف العمل عند مرحلة إنشاء القواعد، ويعاني الرائد من ضعف البنية التحتية في مقره الحالي الذي شُيد بجهود أبناء النادي في العام 1976، ويضم ملعباً رئيساً وآخر رديفاً توقف اللعب عليه بسبب عدم صلاحية أرضيته ومبنى إدارياً مشيداً بطريقة بدائية، قبل أن يعيد الرائديون بناء المقر الإداري قبل ثمانية أعوم، في حين لا يملك النادي أي مرافق رياضية، أو طبية أخرى، سوى ملعبين اسفلتيين للعبتي اليد والسلة. وناشد رئيس الرائد عبداللطيف الخضير الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد من أجل التدخل بفاعلية ومساءلة وكالة الشؤون الفنية في الرئاسة وهي الجهة المخولة بالإشراف ومتابعة المشاريع الرياضية، وقال: "لانزال ننتظر أي تحرك رسمي ينعكس على العمل على الأرض، فقد تعبنا كثيراً في السابق من أجل الحصول على المقر الجديد، وبعد اعتماد ميزانية بناء المقر والحصول على الأرض والتراخيص اللازمة كافة، تفاجأنا ببطء وتيرة العمل، قبل أن يتوقف فجأة وبشكل كامل". وتابع: "كلنا أمل بتدخل عاجل وسريع، فما حدث لايصدق، ومنذ فترة طويلة ونحن كإدارة وأعضاء شرف نحاول التواصل مع المسؤولين لوضع حل ينهي هذه المشكلة، فمن غير المعقول أن يمضي على اعتماد المقر ستة أعوام من دون وجود أي بوادر لإنهاء هذا المشروع". ويؤكد الخضير على الصعوبات الكبيرة التي تواجه إدارة الرائد بسبب عدم وجود ملاعب كافية فضلاً عن كفاءة وأهلية الملاعب المتاحة في مقر الرائد الحالي والذي أنشئ قبل خمسة عقود بجهود ذاتية بمختلف مرافقه، مضيفا "لدينا ثلاثة فرق لكرة القدم تلعب في بطولات الدوري الممتاز بمختلف مسمياتها، ونضطر دائماً لاستئجار ملاعب الاستراحات والحواري لإقامة التدريبات هناك، لأننا لانملك إلا ملعباً واحداً مخصصاً للفريق الأول وأرضيته تسببت بإصابات لعدد كبير من اللاعبين، واضطررنا لاستحداث ملعب ترابي جديد كوننا لانملك القدرة على زراعته وصيانته ومتابعته، كما أن النادي ألغى أكثر من لعبة كالطائرة والسلة واليد منذ أعوام عدة، ومع ذلك حاولنا إعادة بعضها، على الرغم من عدم وجود أي مكان لإقامة تدريبات هذه الفرق، وأبقينا على لعبتي الكاراتيه والملاكمة لأن لدينا لاعبين يمثلون المنتخبات السعودية وحققوا بطولات عدة على مستوى المملكة، ووجود المقر النموذجي سيدفعنا لإعادة جميع الألعاب وهو ماسينعكس على الحراك الرياضي في المنطقة، فضلاً عن الرياضة السعودية بشكل عام". وبين الرئيس الرائدي أن عدم وجود مقر نموذجي للنادي تسبب في تعطيل الخطط الاستثمارية للنادي بسبب عدم وجود البنية التحتية الصالحة لاحتضان الشركات الاستثمارية ووضع شعاراتها في أرجاء المقر كما يحدث في جميع دول العالم، مضيفاً "أملنا بالله ثم بالأمير عبدالله بن مساعد بالنظر في معاناتنا، فالرئيس العام كان ولايزال أحد العاملين بالوسط ويعرف جيداً معاناة الأندية التي تملك إمكانات وبنى تحتية تشكل القاعدة التي يبنى عليها العمل في الوسط الرياضي". وكانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد تلقت استفساراً في يناير الماضي من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" عن أسباب تأخر انجاز العمل في مقر نادي الرائد في بريدة الذي من المقرر بدء العمل فيه عام 1433ه ومن ثم تسليمه في شهر شوال 1435 إلا ان العمل لم يتم فيه وفق العقد المبرم بين رعاية الشباب. وبحسب مصادر "دنيا الرياضة" فإن رعاية الشباب حمّلت المقاول مسؤولية التأخير وعدم انجاز العمل في الوقت المحدد في ردها على خطاب "نزاهة"، في حين جاء تعاقد الشركة المنفذة مع شركة أخرى من الباطن ومن ثم التعاقد مع شركة صينية عجزت عن توفير تأشيرات للعاملين، كأهم أسباب تعطل المشروع، بحسب مسؤولي الرائد. المقر الجديد لايزال في مرحلة القواعد صورة لمدخل المقر الحالي