رغم ارتفاع هامش الحرية في الصحافة السعودية وخاصة منذ تولي الملك عبدالله مقاليد الحكم إلا أن هناك شريحة من الناس خصوصاً شريحة البسطاء وذوي التعليم المتدني لايزالون يرفضون فتح أو نقاش عدد من الموضوعات الشائكة في المجتمع السعودي لكون هذه الموضوعات تصنف في نظرهم من التابوهات التي يحرم مناقشتها. وحجتهم في ذلك تتلخص في تلك العبارة الأسطوانية المشروخة (أنتم بذلك تودون إحداث بلبلة وضجة في المجتمع لذا من الأفضل إغلاق الموضوع من أساسه). وهذا بزعمهم يعتبر هو الحل الأسلم لهذه المشكلات. وهذا منطق أعوج. بل العكس هذا جبن وخوف وهروب من المسؤولية وعدم قدرة على مجابهة المشكلة والتصدي لها ومحاولة إيجاد الحلول الممكنة لها. فما ان يطرح كاتب من الكتّاب موضوعاً مثل العنصرية في المجتمع أو الطبقية أو أي موضوع شائك آخر إلا ويجد هجوماً كاسحاً وضجة شعبية هائلة بسبب فتحه لأحد موضوعات التابو. إذن ماالحل في وجهة نظر هؤلاء؟ لا تفكر نهائياً مجرد التفكير في فتح هذه المواضيع ودعها مغلقة إلى يوم القيامة. والحجة تتلخص في المثل الشعبي(الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح). نفس مفهوم الحجة في أعلى المقال ولكن بتعبير مختلف. فلو أخذنا بهذا المنطق الأعوج لن نتقدم أي خطوة إلى الأمام وستتفاقم المشكلة لعدم وجود كاتب جريء يطرح المشكلة أمام الرأي العام وأمام المسؤولين وصناع القرار ومن بيدهم الحل والربط في هذا البلد. لولا الله ثم مارتن لوثر كينغ الزنجي الأمريكي لما صار أوباما رئيساً لأمريكا. فكينغ هو أول رجل زنجي تجرأ على فتح أصعب تابو في تاريخ أمريكا. موضوع العنصرية البيضاء ضد السود في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقاد النضال الأسود السلمي حتى عدّلت القوانين والأنظمة بحيث يتساوى البيض والسود في كافة نواحي الحياة وعلى رأسها موضوع الرئاسة. رئاسة الجمهورية. علينا أن نفتح الملفات الشائكة ونكسر التابوهات ونناقش أي قضية اجتماعية بكل جرأة وشجاعة ليس لإحداث البلبلة والإثارة ولكن من أجل إيجاد الحلول من خلال التحاور حولها والأهم أن نتخلص من مرض اجتماعي نعاني منه وهو فوبيا التابو. أي الخوف من مناقشة المحظورات في المجتمع.