في عام 1997 اختارت مجلة إمباير الممثل روبن ويليامز ضمن قائمة "نجوم السينما الأفضل على الدوام" وكان ترتيبه في القائمة 63 وهو رقم سيكون له حضور آخر في حياته أو في مماته بمعنى أدق؛ إذ ما أن بلغ سن 63 حتى قرر مغادرة الحياة معلناً نهاية مسيرة حافلة بالضحك والمتعة والجمال. وقد عُثر على جثته في منزله صباح أمس ميتاً بسبب حالة اختناق يشتبه في أن تكون انتحاراً رغم عدم وجود تأكيدات من الطب الشرعي حتى الآن، وقد بني هذا الاعتقاد بناء على حالة الاكتئاب الحادة التي عانى منها النجم الكوميدي في الفترة الأخيرة. روبن ويليامز المولود عام 1951، أحد أهم نجوم السينما الأمريكية والبطل لمجموعة من أفضل الإنتاجات السينمائية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كان رحيله مفاجئاً واكتئابه غريباً على نجم كوميدي كان منذ بداية مشواره الفني 1977 مشعلاً للفرح في نفوس الملايين من المشاهدين حول العالم. وحتى آخر يوم من حياته كان حاضراً بقوة في هوليود بأفلامه الجديدة التي سيقدمها هذا العام أو في العام المقبل والتي منها الجزء الثاني من فيلمه الكوميدي الشهير (السيدة دوتفاير- Mrs. Doubtfire). هذا الحضور يشي بأن النجم الكوميدي يمتلك الرغبة في الاستمرار، خاصة أن مشاكله مع الإدمان والاكتئاب ليست جديدة وقد بدأت معه منذ دخوله الفن وتكررت على مراحل مختلفة من حياته، وكان أقساها تلك التي عاشها في مطلع الثمانينيات عندما أدمن الكوكايين وأقلع عنه بعد وفاة صديقه الممثل جوني بيلوشي عام 1982. ليعود بعدها إلى إدمان الكحول مطلع العام 2003 بعد تصويره فيلم (أرق-Insomnia) في ولاية ألاسكا الباردة. وبعيداً عن طريقة وفاته؛ يبقى الخبر المهم هو أن نجماً كبيراً غادر هذه الحياة إلى الأبد، تاركاً أثراً لا يزول في نفوس المشاهدين حول العالم. وقد اتضحت مكانته بعد الإعلان عن وفاته حيث امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس بملايين التعليقات المتعاطفة والمعجبة بشخصية روبن ويليامز وبمسيرته الفنية. ولم تأت هذه المكانة إلا بفضل مجموعة من الأفلام المميزة التي قدمها منذ بدايته؛ وخاصة بعد العام 1987 الذي قدم فيه فيلمه الجميل Good Morning, Vietnam بشخصية مذيع المحطة الإذاعية للجيش الأمريكي في فيتنام، والذي تلقى عنه أول ترشيح له لأوسكار أفضل ممثل. أهم الأفلام التي قدمها روبن ويليامز كان فيلم (جمعية الشعراء الموتى-Dead Poets Society) عام 1989 وظهر فيه بشخصية المعلم الذي يذهب للعمل في مدرسة خاصة محكومة بقوانين أكاديمية صارمة؛ فيقرر مواجهة الجمود وزرع روح التمرد والاستقلالية في نفوس طلابه. وقد نال عن دوره هذا ترشيحه الثاني لأفضل ممثل، كما سيطبع هذا الدور ملامح الأفلام التي سيقدمها روبن ويليامز لاحقاً والتي ستحمل في مجملها روح العطف والحب والتمرد. عقد التسعينيات كان ذروة نجاح روبن ويليامز ففيه قدم أهم أفلامه على الإطلاق، وأهم أفلام السينما الأمريكية التي أنتجت خلال هذا العقد، منها فيلم (يقظة-Awakenings) الذي جمعه بالنجم روبرت دي نيرو عام 1990، وفيلم The Fisher King الذي نال عنه ترشيحاً للأوسكار عام 1991 بفضل أدائه لشخصية المضطرب النفسي الذي يخشى التواصل مع محبوبته، كما قدم دوره الشهير "السيدة دوتفاير" في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم والذي حقق نجاحاً عالمياً كاسحاً عام 1993. أما نجاحه الشعبي الأكبر فقد تحقق على يد الفيلم العائلي الشهير (جومانجي-Jumanji) الذي ظهر في العام 1995 وأدى فيه دور الرجل الذي يسعى للعودة إلى حياته بعد أن تاه داخل لعبة غريبة لسنوات طويلة. وقد شارك مع المخرج الكبير وودي آلن عام 1997 في فيلم Deconstructing Harry كما قدم في نفس العام فيلمه المهم Good Will Hunting الذي فاز عنه بأوسكاره الأول كأفضل ممثل مساعد وأدى فيه دور طبيب نفسي يسعى لزرع الثقة والإلهام في طالب موهوب في مادة الرياضيات. في فيلم «صباح الخير فيتنام» أول أوسكار في فيلم Good Will Hunting في فيلم «جمعية الشعراء الموتى» «جومانجي» أشهر أفلامه