لا اعتراض على قدر الله وشأنه بعباده، ولكن فراق الأحبة صعب ومر وقاس، حيث فجعت اسرتنا بفقدان أحد أبنائها البررة هو المرحوم بإذن الله.. مطلق الفاضل الفهد الذي قدر الله عليه حادث وتوفي في الحال هو وزوجته المرحومة بإذن الله (نورة السليمان)، إثر حادث مؤسف حيث تدهورت سيارتهما في منطقة الرياض، وكانا بنية السفر ومشروع خيري لمساعدة المحتاجين. وقد رحلا على الفور تاركين لهما إرثا طيبا من الأعمال الخيرية، حيث كان فقيدنا المرحوم بارا بوالديه وأخوته ووفيا مع أصدقائه وحسن الخلق مع زملائه الذين ودعهم قبل عدة أيام حيث طلب إحالته للتقاعد للتفرغ للدراسة، وكان رحمه الله يجارينا من يحصل على الدكتوراه أولاً، فكان عصاميًا ومنضبطًا ولديه طموح ومقبل على الحياة ، ويتحلى بنبل عال وسلوك حميد ودماثة أخلاق وسمعة طيبة بين أقرانه، وعمل الكثير من أعمال البر والخير والاحسان والمساعدة، وعرفنا فيما بعد أنه عمل الخير بصمت ورحل بصمت، حيث كان رحمه الله، قد سدد ديون كثير من الشباب الذين شهدوا بحقه بعد رحيله، وشهدت إحدى الشخصيات الكويتية بحقه وهو( حجرف الهيف الحجرف)، معلقا في حسابه الخاص قائلا: ( إن الناس شهود الله على الأرض وقبل شهر رمضان المبارك كان مطلق الفاضل القحيص دفع تذكرة في مطار تركيا، لراكب مغربي، حين وجده يتألم لعدم استطاعته حضور دفن والدته في المغرب، مما دعا فقيدنا المرحوم بشراء التذكرة له وتأمين سفره حالا من تركيا الى المغرب).. وهذه لمحة بسيطة من مواقف فقيدنا الراحل الذي لم يرزق بأولاد هو وحرمه، وكانا متصبرين وراضين بما كتب الله لهما من نصيب، وأتفقا ان يعيشا معا و يرحلا معا، وهذا ماحصل بالضبط ،إلا إنهما تكفلا بالكثير من الأيتام من الأطفال داخل وخارج البلاد، فضلا عن مساعدة الكثير من المحتاجين والأسر المتعففة، وكان رحمه الله، يعطي بدون منة ولا يتبع معروفه بالقول، لكي لا يفسد الصدقات، وكان يتبرع من راتبه الشهري ولم يملك عقارات أو دخلاً آخر سوى مرتبه الشهري الذي يتبرع بنصفه للآخرين، وكان يعمل ويفعل الخير بصمت، كان الراحل يتحلى بدماثة الخلق والنبل ومصداقية وهدوء وصبر، ولم تكن له عداوات أو خصومات أو مناكفات مع أحد، بل كان يحاول أن يصلح المخاصمين ويردم الهوة بين المتنازعين ويكون محضر خير دائما، ويحاول نبذ الخلافات التي تفرق الأسر ويحاول أن يعزز من معاضد العائلة لتقوى شكيمتها ويبرز تأثيرها في المجتمع، وكان مفعمًا بالحمية وبخصائل الرجل السوي والسلوك الحميد والنبل والتميز والأناقة، وبذر نبات الخير وإشاعة العطاء بلا حدود وعمل المعروف لكل من يحتاج، حتى حين حصل له الحادث كانت سيارته محملة بالأغراض والاحتياجات والأطعمة لتوزيعها على المحتاجين من هنا وهناك، نتمنى أن تكون هذه الأعمال الخيرة في ميزان حسناته إن شاء الله. فوداعا يامطلق الفاضل الفهد..الطيب الخلوق، ونم قرير العين ومرتاح الضمير والبال والوجدان بجوار والدك العملاق الذي تعلمنا منه الكثير..الكثير...ورحمة الله عليك وعلى رفيقة دربك .."إنا لله وإنا إليه راجعون"..