ببالغ الحزن والأسى وصلني نبأ فاجعة الأستاذ طلعت وفا، لقد هزني هذا النبأ من الأعماق واعتقد انه ليس بالسهولة أن يجتاز من عرف طلعت عن قرب هذه المحنة، التي أدمت القلوب. لقد عرفت عن الفقيد رحمه الله الكثير من الخصال النبيلة والأخلاق الفاضلة، وذلك طيلة فترة عملي تحت رئاسته في جريدة "الرياض ديلي" تلك المرحلة التي اعتز بها، حيث ساهم الإنسان الكبير طلعت في تكوين شخصيتي الصحفية وتأثرت بها تأثراً مباشراً وظل يوجهني وينصحني ويصب خلاصة تجربته المهنية الممزوجة بروح التفاني والمثابرة والعطاء اللامحدود، لي فتعلمت منه الكثير من أدوات ومهارات الصحافة فهو لم يبخل في إرشادي قط. لا شك أن رحيله شكل فراغاً كبيراً في وسطنا الإعلامي، فهو الصحفي الإنسان، والأستاذ المربي، والصحفي المتفاني طيب القليب والسريرة المنفتح على الجميع، الحريص بدقة في انتقاء الكلمة، المتواضع الذي احترم الصغير قبل الكبير. لقد فقدنا شخصية اجتماعية محبوبة ترك بصمات واضحة بين الزملاء في جريدة "الرياض" ولدى كافة الوسط الإعلامي المحلي والإقليمي والدولي، حيث كان المرحوم يتسم ببساطة المعشر ودوام الابتسامة كان يحمل روحاً مرحة. لا شك أن هذه المصيبة كبيرة علينا جميعاً ولكن عزاؤنا محبة الناس له وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول: نحبك طلعت لوفائك وإخلاصك وطيبة قلبك فلقد تركت سيرة إنسان تميزت بالتواضع ودماثة الخلق.