ما فاجأ الفرنسيين في الخبر الذي تناقلته خلال اليومين الأخيرين وسائل الإعلام السويدية والفرنسية والعالمية حول شاب سويدي في الخامسة والعشرين من العمر يقول إنه ابن غير شرعي للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، أن هذا الشاب هادئ كثيرا وأن لديه ولعاً بالنشاط السياسي على غرار ماكان عليه الأمر لدى فرانسوا ميتران وأن حرص الشاب على التأكيد على أن والده هو ميتران ليس نابعاً من رغبة في التشفي أو في الضغط على أسرة ميتران للاعتراف بهذا الشاب باعتباره جزءا منها أو في السعي إلى أخذ نصيب من إرث الرئيس الفرنسي الراحل. كل هم هذا الشاب الذي يدعى هرافن فورسن والذي رشح نفسه للانتخابات التشريعية السويدية التي ستنظم في الرابع عشر من شهر سبتمبر المقبل هو توجيه رسالة إلى الرأي العام السويدي مفادها أنه قرر فعلا الانخراط في العمل السياسي بنفس الشغف الذي كان ميتران يتعاطى من خلاله السياسة. وكان هذا الشغف قد أوصله إلى سدة الحكم في فرنسا عام 1981 بعد هزائم كثيرة. وإذا كان هرافن يقول إنه لا يشاطر الأفكار السياسية التي كان والده يحملها بدليل أنه يتقدم للانتخابات التشريعية السويدية المقبلة باسم الحزب الحاكم الذي ينتمي إلى وسط اليمين، فإن كثيرا من الفرنسيين يقولون مازحين إن العمل السياسي علم ميتران أن ينتقل من اليمين إلى اليسار. ومن ثم فإنه لا يستبعد أن يتحول ابنه غير الشرعي عبر مساره السياسي الذي لم يبدأ بعد من وسط اليمين إلى وسط اليسارعلى الأقل. من يدري؟ بقي القول -حسب شهادات كثيرة موثقة منها شهادات والدة هرافن إن هذه الصحافية السويدية المتقاعدة تعرفت إلى فرانسوا ميتران في السويد خلال مؤتمر عقدته منظمة الأممية الاشتراكية. كان وقتها في الثانية والستين من العمر بينما كانت هي في الحادية والثلاثين. ونشأت علاقة بينهما عندما كانت هذه الصحافية مراسلة القناة العامة للتلفزيون السويدي. ويقول هرافن إنه التقى والده عدة مرات قبل وفاة هذا الأخير عام 1995.