فاز أمس الأحد فرانسوا هولاند مرشح اليسار على نيكولا ساركوزي في أعقاب انتخابات رئاسية بنسبة قدرت مساء أمس عند إقفال صناديق الاقتراع بواحد وخمسين فاصل تسعة بالمائة مقابل ثمانية وأربعين بالمائة لصالح الرئيس السابق . وجاء هذا الانتصار في أعقاب حملة انتخابية طويلة بالنسبة إلى المرشح الفائز.وبكى كثير من المقربين من هولاند عند سماع خبر انتصاره ومنهم ابنه المحامي توما هولاند الذي شارك بشكل نشط في الحملة الانتخابية التي خاضها والده والتي كانت مليئة بالمخاطر. كما بكى كثير من أنصار الرئيس السابق من الشباب الذين كانوا متجمعين في باريس وهم يعتقدون أن ساركوزي سيعاد انتخابه لمدة ثانية. وقال الرئيس السابق في كلمة أمام أمامهم إن الشعب الفرنسي اختار بشكل ديموقراطي رئيسا جديدا وبالتالي فإنه لابد من احترام هذا الخيار مضيفا أنه اتصل بفرانسوا هولاند هاتفيا وهنأه وأكد أنه بذل كل جهوده للدفاع عن فرنسا ومصالحها طوال مدته الرئاسية وشدد نيكولا ساركوزي أكثر من مرة على القول إنه مسؤول عن هزيمة اليمين في هذه الانتخابات . وقال الرئيس السابق إلى الشباب الذين كانوا يقاطعونه إنه يشاطرهم أفكارهم ومبادئهم . ولكنه قال إنه قضى خمسة وثلاثين عاما في العمل السياسي وأنه يستعد إلى العودة إلى الحياة كمواطن عادي .وحثهم على توحيد صفوفهم . ودعاهم للانفتاح . وختم كلمته بقوله " أحبكم ". ويعتبر فوز فرانسوا هولاند حدثا هاما في الحياة السياسية الفرنسية لعدة أسباب من بينها أن اليسار خسر كل الانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد منذ عام ألف وتسع مائة وخمسة وتسعين بعد أن قضى في منصب الرئاسة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران مدتين متتاليتين انطلاقا من عام ألف وتسع مائة وواحد وثمانين. زد على ذلك أن اليمين الذي خسر الانتخابات كان يعتقد أنه سيكسبها بعد أن تعذر على الحزب الاشتراكي ترشيح دومينيك شتروسكان مدير عام صندوق النقد الدولي السابق بسبب الفضائح الأخلاقية التي تورط فيها. وبرغم انتصار هولاند على ساركوزي فإن تفعيله هذا يحتاج إلى جهود كبيرة من قبل اليسار لكسب الانتخابات التشريعية التي ستجري في البلاد الشهر المقبل . وفي حال الفوز في أعقاب هذا الاستحقاق يمكن لليسار أن يحكم في ظروف ميسرة باعتباره يملك اليوم الأغلبية في مجلس الشيوخ ويحتاج إلى أغلبية في مجلس النواب .