وضع مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الجديد في أول اجتماع له بعد تشكيله أمس معالجة ظاهرة "التطرف والإرهاب" في سلم أولوياته، وذلك خلال اجتماع موسع استغرق نحو 3 ساعات، عقده الأعضاء الجدد في مقر المركز بالرياض برئاسة عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي ورئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ الدكتور عبدالله المطلق. وأكد المجلس في اجتماعه المغلق الذي حضره الأعضاء والعضوات الجدد، كما حضره نائب رئيس مجلس الأمناء الأمين العام للمركز فيصل بن معمر ونائبه الدكتور فهد السلطان، أكد على مواصلة مشوار المجلس الذي حققه طوال العشر سنوات الماضية وماشهده من انجازات كما شددوا على واجب المركز كمنسق للحوارات وراصد لآثارها وواضع خطط معالجة الظواهر المشينة وتنمية الظواهر الحسنة في المجتمع. المطلق ل«الرياض»: الإرهابيون يتلونون ومفاجآتهم غير محسوبة وعلينا مواجهة فكرهم بكل السبل وأبلغ عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي ورئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ الدكتور عبدالله المطلق "الرياض" أمس عقب انتهاء الاجتماع أن ظاهرة الإرهاب والتطرف من اهم ما درسه المجلس مشيرا الى ان المركز سبق ان ناقشها ولكنها تستدعي وتستحق ان تناقش لأنها تتجدد ولأن الإرهابيين يتلونون ولاتزال مفاجآتهم غير محسوبة مما يتطلب الاستعداد لهذا الفكر المنحرف وكشف عواره ورصد ظواهره السيئة واستمداداته التي نجزم بأنها من اعداء هذا البلد ومن أعداء الدين، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة رصد هذه الظاهرة ومعرفة أسباب نشوئها ودراسة طرق الوقاية منها واقتراح الحلول لمعالجتها وتكثيف الابحاث العلمية الرصينة في هذا المجال المهم لتبقى منهلاً يستمد منه الناصحون سواءً كانوا في منابر الجمعة أو في منابر الاعلام او في الوزارات المعنية لاستفادتهم من هذه البحوث التي عملت بأساليب معاصرة وقامت على رؤية واضحة، مشددا معاليه ان هذا هو ما يهدف اليه مركز الحوار الوطني. رئيس وأعضاء مجلس أمناء مركز الحوار الوطني في لقطة جماعية بعد اجتماعهم الأول وأوضح الشيخ المطلق في تصريحه أن الجزء الاكبر من الاجتماع كان للوقوف على مسيرة المركز، لافتا الى انهم يكملون هذه المسيرة ولايبدأون نشاطا جديدا حيث استمعوا خلال الاجتماع لتقرير عن مسيرة المركز والحوارات التي أقامها والورش التي انبثقت عن هذه اللقاءات والتدريب الذي يقوم به، مشددا على ان اعضاء مجلس الامناء متفاعلون ويتقدون حيوية ونشاط للقيام بواجبهم وكل منهم يسعى جاهدا في ان يسهم في تلاحم الوطن وصفاء القلوب وتوجيه الناس الى البناء. وعما اذا كان المجلس قد بحث تغيير استراتيجيته او ينوي ذلك مستقبلا اكد المطلق ل"الرياض"قائلاً: "لاينبغي لقادم جديد أن يقوض أركان مركز قام 10 سنوات وأدى جهودا جيدة وملموسة وقام على إدارته نخبة متميزة من ابناء هذا الوطن يرأسهم الشيخ صالح الحصين رحمه الله وشاركه مدراء الجامعات ووزير التربية ولاينبغي لنا ان نفكر في اول لقاء في تغيير هذا الجهد او تغيير خططه وانما مانفكر فيه هو السعي الجاد لتطوير خدماته ومعالجة ماقد يكون فيه من نقص". وكان رئيس وأعضاء مجلس امناء مركز الحوار الوطني قد ثمنوا في بدايه الاجتماع الثقة الملكية الكريمة بتعيينهم في مجلس الأمناء، ورفعوا الشكر والعرفان لخادم الحرمين على ما يحظى به المركز من دعمه ورعايته، وإلى سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وإلى سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين على الدعم والمساندة التي يحظى به المركز منذ تأسيسه . وناقش الاجتماع مضامين كلمة خادم الحرمين أيده الله، للأمتين العربية والإسلامية، وكذلك كلمته للعلماء ، التي أكد فيها، حفظه الله، على منهج الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والفكر المتطرف، وتعزيز الخطاب الإسلامي المعتدل، ودعا فيها جميع مؤسسات المجتمع للقيام بواجبها تجاه هذا الموضوع. وأوضح فيصل بن معمر، نائب رئيس مجلس الأمناء والأمين العام للمركز أن المجلس قرر بأن يكون الموضوع الرئيسي لجميع برامجه وانشطته ولمدة عام كامل هو مواجهة التطرف وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال، وذلك من خلال إعداد برنامج شامل يشارك فيه العلماء والدعاة وأئمة المساجد والعاملين في القطاعات التربوية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى ورش عمل في مناطق ومحافظات المملكة للتوعية بأخطار الفكر المتطرف، كما سيقوم المركز بتوجيه جميع أنشطته وبرامج أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام، لمواجهة التطرف، وإطلاق عدد من المشاريع والبرامج التي من شأنها مواجهة الفكر المتطرف وتعزيز ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال سيما أن المركز كان من أوائل الجهات التي تصدت لهذا الموضوع، حيث إن المركز عقد اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري تحت عنوان: (الغلو والاعتدال .. رؤية منهجية شاملة)، بالإضافة إلى مشاريعه وأنشطة المستمرة لترسيخ ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال. وأكد على أن مجلس الأمناء ينطلق في مشروعه هذا من التوجهات التي دعت لها كلمة خادم الحرمين، حفظه الله، والعمل على ترجمتها إلى مشاريع عملية لمواجهة ظاهرة الغلو والتطرف، وبمشاركة مجتمعية يشارك في صياغتها المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية وجميع الأطياف الفكرية في المملكة، موضحا أن الاجتماع تناول أيضاً نتائج أبرز وأهم الأعمال واللقاءات التي نفذها المركز منذ تأسيسه في عام 1424ه، واستعراض أبرز نتائج ورش ولقاءات تطوير مسيرة الحوار الوطني واستشراف مستقبله، والتي نفذها المركز خلال الفترة الماضية، وما تضمنته من تحليل لجوانب القوة والضعف في أداء المركز،كما ناقش عدد من الموضوعات المهمة المدرجة على جدول الأعمال، واطلع المجلس كذلك على انجازات المبنى الجديد للمركز، وأبرز البرامج التي نفذتها أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام. يذكر أن مجلس الأمناء يضم بالإضافة إلى الشيخ الدكتور عبدالله المطلق رئيس مجلس الأمناء، وفيصل بن معمر، نائب رئيس مجلس الأمناء، والأمين العام للمركز، كلاً من، الدكتور سهيل قاضي ، والشيخ الدكتور قيس آل الشيخ مبارك، والدكتور حسن الهويمل، والدكتورة سهير القرشي، والدكتور عبدالعزيز بن صقر، والشيخ محمد الدحيم، والدكتور منصور الحازمي، والمهندس نظمي النصر والدكتورة نوال بنت محمد العيد.