في زمن بدأت تتلاشى فيه البساطة والروح الجميلة بسبب التطور التقني والترف وزحمة مشاغل الحياة، قام سكان حي الغدير في شمال مدينة الرياض والذي أتشرف بأني أحد قاطنيه بإعادة إحياء موروث قديم يدعى (الحوامة) وهي عادة قديمة يقوم فيها أطفال الحي بالمرور على البيوت لأخذ عيديتهم من حلوى وهدايا منشدين بعض من الأهزوجات الشعبية مثل (عطونا عيدية عادت عليكم.. عسى الفقر ما يدخل عليكم). وكانت ليلة العيد لهذا العام 1435ه هي السنة الخامسة على التوالي التي يقيم فيها أطفال حي الغدير عادة الحوامة طارقين الأبواب على سكان الحي طالبين عيديتهم على نهج آبائهم وأجدادهم. حي الغدير كان صاحب الأسبقية عن باقي الأحياء الأخرى في إعادة إحياء هذا الموروث الجميل. ورغم أن بدايتها كانت ضعيفة إلى حد ما، ولكنها في آخر عامين شهدت إقبالاً كبيراً ورغبة من جميع أهل الحي بالمشاركة لما رأوه من وقعها الجميل على نفوس الأطفال وحتى الكبار، والذي يجعل من هذا الأثر الإيجابي أمراً محفزاً لتطبيقها كل عام، مع تطوير آلية تطبيقها عاماً بعد عام. أتمنى من جميع سكان أحياء الرياض والمملكة قاطبة بإعادة إحياء هذه الثقافة، والذي أتمنى أن تلقى إهتماماً ورعاية من أمانة مدينة الرياض ومن جميع أمانات مدن المملكة وأن يسهموا في التنظيم مع سكان الأحياء ليتم تطبيق هذه الثقافة تحت مظلة الأمانة بشكل سلس وبعيد عن البيروقراطية!. وأرجو أيضاً من وسائل الإعلام تسليط الضوء أكثر على هذه الفعالية حتى تصل ثقافتنا إلى القاصي والداني، فالإعلام سلاح مهم جداً لو تم تفعيله بشكل إيجابي. الشكر كل الشكر لسكان حي الغدير بشكل عام، وأخص بالشكر لصاحبة الفكرة الجارة العزيزة أم طارق الداود على فكرتها الرائعة في إعادة إحياء هذه العادة الجميلة.