تضاعفت القروض الاستهلاكية في السعودية، وفقا لإحدى الصحف، أكثر من 9 آلاف مرة خلال 16 عاماً لتبلغ 75ر333 مليار ريال في نهاية الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بنحو 9 مليارات عام 1998 بنسبة ارتفاع تقارب 3600٪ وطبيعي أن تزداد القروض الاستهلاكية نتيجة لتزايد أعباء الحياة، والارتفاع المطرد لتكاليف المعيشة ولكن هذا يحدث في الوقت الذي لم تزد فيه الرواتب والأجور في نفس الفترة إلاّ زيادة طفيفة آخرها لموظفي الدولة وحسب، وكانت 15٪ في حين لم تطرأ أيّ زيادة على رواتب المتقاعدين وموظفي القطاع الخاص، وحين نضع هذه ال 15٪ إزاء ال 3600٪ فإننا نصاب بصدمة، فأين هذه من تلك؟ ولا تبرير لها سوى أننا نزداد شرها للاستهلاك، حتى ولو لم تسمح دخولنا به، وهذا نمط حياة مدمر لنا وللأجيال القادمة، خاصة وأنّ معظم القروض هي لشراء سلع استهلاكية، وبإضافة قروض بطاقات الائتمان للقروض الاستهلاكية في نهاية الربع الأول من العام الجاري يبلغ إجمالي القروض 6ر342 مليار ريال، والسؤال الذي يفرض نفسه غصباً علينا هنا هو: إلى متى يستمر هذا النمط الاستهلاكي من الحياة؟ هناك من يقول إننا في نعمة وخاصة مع ما لدينا من نفط، ولكن إلى متى سيستمر هذا النفط؟ هل فكرنا يوماً في الإجابة على هذا السؤال؟