قدرت أرقام مؤسسة النقد العربي السعودي حجم القروض الاستهلاكية أو الإهلاكية وقروض البطاقات الائتمانية التي قدمتها البنوك السعودية حتى الربع الثاني من العام الحالي قرابة 5ر217 مليار ريال، بينما لم تتجاوز في ذات الفترة في العام 2006 حاجز 7ر180 مليار ريال، والرقم الأول رقم مخيف، بينما الرقم الثاني يدل دلالة واضحة، على أن هناك شره إهلاكي مدمر ومتنامٍ، وأن السعودي العادي لا يعيش في حدود دخله أياً كان، وتتملكه تطلعات بورجوازية لأن يعيش فوق مستواه، وإذا كان البورجوازي المرفه يمتلك سيارة فخمة ويعيش في قصر فخم، ويقضي فترة الصيف في مصيف عالمي، فإن السعودي ذا الدخل المحدود يحاول أن يقلده حتى لو كبل نفسه بديون يظل يسددها طيلة حياته، هذا في الوقت الذي تظل فرص الترقية وزيادة الدخل محدودة، وهناك موظفون أمضوا عشر سنين أو أكثر في نفس الدرجة أو بكلمات أخرى فإن مصيره الفقر المدقع، وبدلاً من أن يصعد درجة واحدة في السلم الاجتماعي، فإنه يهبط درجات، والحال عندنا أن معظم الموظفين والمتقاعدين يموتون وهم مكبلون بالديون، أما البنوك فتشجع المواطنين وخاصة الموظفين على الاقتراض لا سيما وأن التسديد مضمون، إذ تقتطع قسط دينها من راتبه الذي يصرف عن طريقها، ولا أدري كيف نعالج هذه الحال خاصة وقد أصبحت ثقافة متجذرة في المجتمع، والثقافة تجري في دم الإنسان وتتحكم في سلوكه.