تتقمص الزوجة دور امرأة بوليسية بمجرد أن يقترب موعد وصول زوجها من رحلة سفره، حيث تجيد فك طلاسم تعابير وجهه، وتحليل مزاجه، وردات فعله، وقراءة أفكاره، وما استجد على أحاسيسه وحواسه، وتحديداً ما يحب أن يستمع إليه من أغاني، وما يشاهده من أفلام وبرامج؛ مستخدمة في ذلك حواسها الخمسة لكشف أي أثر لعلاقة عاطفية عابرة، أو خيانة زوجية لا زالت بعض خيوطها الدرامية مشتعلة في قلب زوجها، والذي بالتأكيد حاول التخلص من كل مخلفات جرائمه العاطفية والتى قد تضعه في قفص الاتهام أمام زوجته، فيبدأ بينه وبين نفسه بافتراض الأسئلة المحتملة والتي ستطرحها عليها لمعرفة كافة تحركاته لحظة بلحظة، ومن أجل مطابقة كلامه قبل السفر وبعده في الوقت الذي يحاول فيه الزوج أن يختار اجابات مقنعة لكل سؤال، وقد يستعين ببعض اصدقائه اصحاب الخبرة في ذلك ليصادقوا على جدية تلك الإجابات المقنعة، كما يحاول حفظ الإجابات في ذاكرته؛ فقد تكرر عليه زوجته السؤال مستقبلاً، ولذلك يجب أن تكون اجابته حاضرة دون زيادة أو نقصان وإلاّ فلن تغفر له كذبه، ولن تشفع له كل الأعذار المحتملة، وإن كانت إحدى هذه الأعذار أصابته بداء الزهايمر!. الشنطة "الصندوق الأسود" عادة ما تبدأ رحلة الزوجة التفتيشية في أكثر من اتجاه؛ فتبدأ بالتركيز على مزاجه، وماذا طرأ عليه؟، وهل تبدلت اهتماماته؟، وقد تقترح عليه الإجابة على اسئلة اختبار نفسي وضعت اسئلته بعناية، وتخبره بأن هذه الأسئلة متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لإبعاد الشك عنها؛ بهدف الوصول إلى نفي أو تأكيد لظنونها، والتى لن تخمد نيرانها كل الاختبارات الدولية المعتمدة، ثم تنتقل برشاقة ذكائها إلى شنطة السفر والتى تعتبرها بمثابة الصندوق الأسود للرحلة المجهولة، والذي قد يضعها وجهاً لوجه أمام أسرارها؛ فتبدأ بشم رائحة ملابسه قطعة قطعة، والبحث عن أي أثر لخصلة شعر انثوية، أو بقايا أحمر خدود، أو فواتير لمشتريات لم تجدها داخل الشنطة؛ لتكون بمثابة الخيط الرفيع الذي يقود الى الجريمة!. تحاول الزوجة البوليسية أن تقلّص ساعات نومها الطويلة وتلغي كل المواعيد التي قد تمنح زوجها الخصوصية في البيت وتجعله وحيداً، وقد تؤجل كل ارتباطاتها المهمة مع صديقاتها وتطلب من إدارة النادي الرياضي إيقاف اشتراكها مؤقتاً؛ بحجة أنها في مهمة عمل رسمية خارج مدينتها ولا تعلم متى ستنتهي منها، ثم تستكمل مهمتها في وضع الزوج تحت مظلة المراقبة الشديدة والتي تطال كل شيء جواله، وكمبيوتره، ومكالماته، ونوعية الأغاني التي يستمع لها، والأفلام التي يشاهدها، والبرامج التي يحرص على متابعتها وتلبي اهتماماته، والتى لم يكن معتاداً عليها من قبل، واذا ابدى الزوج ملاحظة عابرة على زوجته كأن تتقن طهي الطعام وتتنوع في نوعيته، أو طلب منها الاهتمام بأناقتها أكثر أو اقترح عليها تبديل قصة شعرها الذي كان يحبه طويلاً وصبغة باللون الأشقر الذي لم يكن يحبه؛ فكل تلك الملاحظات وإن كانت تحمل البراءة أحياناً فإنها ستكون بمثابة تأكيد لظنون الزوجة البوليسية بوجود امرأة أخرى في حياة زوجها!. الشنطة بمثابة «الصندوق الأسود» لرحلة الزوج فضول بوليسي ماذا تفعل المرأة بعد وصول زوجها من السفر؟.. الإجابة أن معظم النساء لديهن الفضول البوليسي لمعرفة كل شئ عن أزواجهن بعد عودتهن من السفر، والذي يكون غالباً مجهول الجهة بالنسبة للزوجة، خاصة وأن الفطرة النسائية التى عرفت عن المرأة لا ترضى إلاّ بإشباع اسئلتها الغيورة؛ فهي قد تتمنى أن ترى احلام زوجها وهو نائم، وأن ترصد كمية الهواء الذي يتنفسه، ولا تكتفى حتى تسمع عن أدق التفاصيل عن تلك الرحلة التي لم ترافقه فيها، وأحياناً لا يتوقف هذا الفضول عند حدود الملاحظة أو الأمنيات، ولكنه يتحول لبرنامج ثابت يشمل التفتيش الدوري على الجيوب والحقائب وأدراج السيارة والجوالات والحواسيب، بالإضافة للتنصت على المكالمات التلفونية والإلحاح فى السؤال والاستفسار عند الخروج والعودة عن كل ما قام به خلال يومه، ورغم أن الغالبية منّا لا يجدن ما يزعجهن بعد كل هذا البحث الدقيق، إلاّ أنهن لا يقبلن بالنتيجة التى تثبت براءة الزوج من ظنون الغيرة احياناً. تفتيش جوال الرجل بعد السفر يزيد من شكوك المرأة تجارب وآراء تعترف عبلة حسنين (34 عاماً) أنها تفتش كل متعلقات زوجها بعد عودته من السفر، معتبرة ذلك حق من حقوقها فهي تريد أن تعرف كل شيء عنه، وماذا يخبئ عنها؟، لافتة إلى أن العلاقة الزوجية رباط مقدس وما تقوم به يعتبر حماية وحفاظاً لحقوقها، فكم من زوجات تجاهلن هذا الحق وفوجئن بزواج رجالهن في السفر، ناصحة جميع الزوجات بذلك لكشف الحقائق والأسرار التى تكون الزوجة الصبورة الغافلة عنها ضحية لها. وترفض سعاد الصالح (25 عاماً) تفتيش مقتنيات الزوج سواء سافر أو لم يسافر، معللة ذلك من أن الثقة مطلب مهم، وإذا لم تكن هناك ثقة متبادلة فلا جدوى من الحياة، لافتة إلى أن طلاقها من زوجها كان بسبب تفتيش جيوب زوجها عند عودته من رحلة عمل لمدة اسبوع داخل المملكة وبعد زواجها بسنتين. وتؤيد عفاف فاضل (45 عاماً) حق الزوجة في تفتيش زوجها من وقت لآخر، ولكن من دون أن يشعر بها حتى لا يحتاط، قائلة: "اعتدت على تفتيش جيوب زوجي بعد عودته من العمل، وذلك أثناء أخذه قسطاً من الراحة، والحقيقة أنني كنت لا أجد شيئاً مثيراً، ولكنني في أحد الأيام صدمت بوجود اسم ورقم امرأة، وشيك بمبلغ كبير محول إلى أحد الدول العربية التي سافر إليها أخيراً، وعندما واجهته بذلك استاء من تفتيشي لأغراضه وهددني بالطلاق، وبعد إلحاح مني اعترف بزواجه مسياراً من تلك المرأة، ولو لم أفعل ذلك لكنت لا أعلم عن زواجه، وطلبت الانفصال عندما رفض أن يتركها، وكانت صدمة بالنسبة لي، خاصة أنه لم يمض على زواجي أكثر عام".