تخلّت "سماهر" عن وظيفتها كمعلمة -التي كانت تحلم بها- من أجل أن ترافق زوجها في جميع سفرياته للعمل؛ خوفاً من أن يفاجئها يوماً بزواجه من أخرى مثلما حدث لإحدى صديقاتها التي كانت ترد على عدم مغادرتها مع زوجها بأنها لا تطيق الانتقال من بلد الى آخر، وأن زوجها يظل مشغولاً طول الوقت لعقد الصفقات وحضور الاجتماعات، كذلك كانت ثقتها في زوجها لا حدود لها، إلاّ أن "سماهر" تؤكد على أن مسؤولية زوجة الرجل في السفر صعبة؛ لأنها ستتحمل المسؤولية كاملة، وسيرافقها القلق؛ خوفاً من أن يشعر الزوج بوحدة وفراغ قد يدفعه إلى الارتباط من امرأة ثانية لديها حب السفر ومواصفات السكرتيرة الماهرة لحياته الخاصة، فتذكره بمواعيده وتؤكد حجوزاته، وتسهر على راحته، بمعنى أن تكون بسبعة "صنايع"!. ويرى بعض النساء أهمية مغادرة الزوجة مع شريك حياتها في السفر، على اعتبار أن ذلك من شأنه تقوية العلاقة الزوجية، وتجديدها، والعمل على علاج بعض الخلافات في أجواء بعيدة عن المنزل، إضافةً إلى تغيير الأجواء، فكثيراً من الأُسر تُسافر في فصل الصيف من أجل الترفيه والتعرف على بلدان العالم، وهي فرصة جاءت من العمل ولابد من استغلالها، إلاّ أن بعض الأزواج يرفضون تلك الفكرة، على اعتبار انشغالهم الدائم في السفر. أمّا في حال بقاء الزوجة في المنزل دون مرافقة "أبو العيال" فإن ذلك يُصاحبه قلق دائم، على اعتبار أن الرجل سيكون وحيداً، مما يجعلها في تفكير طويل.. مع من يجلس؟، ومن سيُقابل؟، وكيف ستكون طريقة اجتماعاته؟، ليُصبح "شغلها الشاغل"، مما يجعلها في حال كان هناك سفر آخر لا تتردد عن مرافقته، ضاربةً بمصلحة أبنائها في المدارس "عرض الحائط"، فالأهم هو الاطمئنان بأن لا "تزوغ" عين الزوج نحو امرأة أخرى، فتحدث الصدمة. "الرياض" تطرح رغبة الزوجة في السفر مع زوجها خلال رحلة العمل وتحفظها، أو عدم ميلها نحو ذلك. اقتناء المجوهرات الطلاق كان المحطة الأخيرة لزواج "فدوى" -28 عاماً- من رجل أعمال كان يبحث عن زوجة لديها الاستعداد أن تتنقل معه عبر الكرة الأرضية، وتعيش غيابه المتكرر وقلقه الدائم وتنقلاته الكثيرة، بشرط عدم الإنجاب؛ لأن ذلك سيعيق حركتها في السفر وسيزيد حجم أعبائه الأسرية، فهو لديه أسرة جميلة ينعم بالدفء معها، وزوجة كما وصفها بأنها سيدة رائعة لها مكانتها الخاصة، ولا يرغب في إزعاجها بزواجه الثاني، والذي يصفه بأنه زواج يهدف منه إلى تحصين نفسه!. وبرّرت "سميرة" أسباب طلاقها من زوجها بأنها لم تعد تشعر بالاستقرار الأسري، رغم أنها لم تخف حلمها بوضع اجتماعي مخملي وثري، يُمكنها من اقتناء المجوهرات والملابس الفاخرة والتنقل بالطائرة من بلد لآخر، والذي خسرته أمام رغبتها في أن تصبح أماً. تجديد العلاقة وأوضحت "مها الصبحي" أن مرافقة الزوجة لزوجها خلال سفره لحضور مؤتمرات أو لعقد صفقات أمر مبالغ فيه، وسيؤثر سلباً على حياة الأسرة، متسائلةً: من سيتابع الأبناء دراسياً؟، خاصةً وأن الغياب للوالدين معاً، مضيفةً أن الزوج خلال سفره سيكون منشغلاً طول الوقت، فالرحلة هي للعمل، والزوجة ستقضي معظم الوقت وحيدة، متسائلةً مرةً أخرى: ما الذي يجعلها تصر على ذلك؟، خاصةً اذا كانت رحلات العمل طويلة ومتكررة. وخالفتها "أم عبدالله" الرأي التي ترى أن سفر الزوجة مع زوجها خلال رحلة العمل مهم جداًّ، ولن يكون له أثر سلبي مطلقاً، خاصةً إذا استعانت بوالدتها أو والدة زوجها لمتابعة أبنائها، مشيرةً إلى أن التقنية الحديثة أوجدت الحلول المناسبة لمثل هذه الحالات، وأن زمن مثل هذه الرحلات قصير، مؤكدةً على أن سفر الزوجة مع زوجها يُضفي على الحياة الزوجية التجديد. حالة قلق وذكرت "أم فيصل" -خاطبة- أن لديها طلبات كثيرة من رجال أعمال يطلبون الزواج من نساء لديهن الاستعداد الكامل للسفر في أي وقت، معتبرين أن ذلك الشرط بمثابة الفرصة التي ترفع من رصيد قبوله لدى الأسرة، مشيرةً الى أن الكثيرات من السيدات يبحثن عن مثل هذا النوع من الزواج، والذي تخف فيه أعباء مسؤوليات الحياة الزوجية، وبعضهن يعتبرنه فرصة للتسوق أو جلب بعض البضائع وتسويقها بين القريبات. ورفضت السيدة "ثريا سيت" الزواج من رجل طبيعة عمله تتطلب منه السفر للخارج دائماً، فهي بالإضافة إلى كونها مصابة ب"فوبيا" الخوف من المرتفعات، لذلك تخاف ركوب الطائرات، مبينةً أن مجال العمل من هذا النوع قد يجعل الرجل أمام مغريات كثيرة قد يصعب مقاومتها أحياناً، لذلك نجد البعض قد يتزوج من الخارج زواج "المسفار" كما يطلقون عليه، أو يقعون في علاقات عابرة ويجعل الزوجة المصابة بداء الغيرة في حالة قلق. متعة السفر وتمنّت "مريم البلادي" أن يكون زوج المستقبل رجلاً محلقاً بشكل دائم في الفضاء، يتنقل بين القارات، فهي تعتبر السفر متعة لا تضاهيها متعة، مضيفةً أن زوجة رجل الأعمال ومن خلال سفرها الدائم معه ستجد الفرص لتعلم المهارات، وقد تصبح سيدة أعمال، مستفيدةً من خبرة زوجها والذي بالتأكيد سيدعم طموحها. ومن خلال تجربتها الطويلة في مرافقة زوجها خلال سفره للخارج لعقد صفقات لشراء الملبوسات والإكسسوارات، عادت "سهي عبدالحليم" بذاكرتها إلى الوراء، وبأنه منذ صغرها وهي تحلم بأن يكون لديها مشروعها الخاص، والذي كان يصعب تنفيذه على أرض الواقع، وذلك لندرة فرص العمل بالنسبة للمرأة وقتها، لكن كانت تشبع رغبتها من خلال مناسبات الأسرة والتي تقدم فيها المأكولات الشرقية بشكل جذاب، مضيفةً: "عندما تزوجت طرحت على زوجي الذي كان يعمل موظفاً حكومياً خوض مجال العمل الخاص في قطاع العجائن والمخبوزات، وأصبحنا نسافر إلى جلب المكائن واستقدام العمالة ومتابعة الجديد في هذا المجال"، مؤكدةً على أن مرافقتها لزوجها خلال السفر ساعد كثيراً في تقاربهم عاطفياً، فالرجل بحاجة الى المرأة الواعية الذكية الصبورة والتي تذلل الصعوبات من طريقه، مع ضرورة ألا تغيب عنها مصلحة منزلها وعائلتها، وضرورة التنسيق بينهم حتى لا يتضرر أحد الجانبين.