"المريخ هو المكان الوحيد في النظام الشمسي الذي سيجعل الحياة قابلة لأن تكون في كواكب متعددة". هذه كلمات ايلون موسك، رئيس شركة سبيس إكس، والطامح للوصول بالبشر إلى المريخ في عام 2027م بينما تستهدف وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تحقيق ذلك الهدف عام 2033م. في الواقع قبل عامين في 2012م نجح البشر في إرسال المسبار الفضائي (كيريوسيتي) والذي هبط على سطح المريخ وبدأ مهمته باستكشاف الكوكب الجار.. في مقالة اليوم نستعرض التحديات أمام إرسال رواد الفضاء من بني البشر إلى الكوكب الأحمر!! ونذكر منها: الحجم الكبير للمركبة الفضائية والتي يتطلب إرسال مكوناتها عبر سبعة صواريخ ليتم تجميعها قرب المحطة الفضائية الدولية في الفضاء الخارجي لتنطلق من هناك صوب المريخ. تؤثر حالة انعدام الجاذبية في الفضاء الخارجي على أجسام رواد الفضاء بسبب توقف نمو العظام وهزال العضلات. فعندما عاد ثلاثة رواد فضاء للأرض على المركبة الروسية سويوز في مايو 2013م لم يتكمنوا من الوقوف بعد أن قضوا 5 أشهر فقط في الفضاء. ولعلاج المشكلة تجري أبحاث لأفضل التمارين الرياضية والمغذيات حيث تم اكتشاف أن هرمون التيستيرون المسؤول عن الخصائص الذكورية يساعد على تجاوز هذه المشاكل! الحالة النفسية لرواد الفضاء صعبة حيث تصورا أنفسكم في مكان مغلق وصغير مع عدد محدود من الناس لمدة قد تصل ثلاث سنوات! وأجري اختبار في روسيا لرحلة افتراضية بين القمر والمريخ عبر حبس 6 أشخاص في كبسولة مغلقة لمدة 520 يوماً.. والنتيجة إصابة أربعة من المشاركين بأمراض نفسية حادة جدا في المراحل الأخيرة. المستوى العالي للإشعاعات في سطح المريخ والذي يصل مئات أضعاف مستواها على الأرض بالإضافة إلى الأشعة الكونية والناتجة من عدة مصادر كالنجوم المنفجرة وجارٍ تطوير بدل فضائية واقية. مشكلة الهبوط على سطح المريخ نتيجة الحجم الكبير للمركبة فلا بد من الموازنة بين قوة الارتطام والاحتكاك بالغازات. العودة للأرض: ويعد هذا أكبر تحدّ تقني حيث لم يتم إلى الآن العثور على حل للطريقة التي سيعود بها رواد الفضاء إلى الأرض بعد وصولهم للمريخ!! ولمن أراد الاستزادة فأنصح بمشاهدة الفيلم الوثائقي لمحطة بي بي سي والذي تم إنتاجه هذا العام 2014 بعنوان: (Man on Mars: Mission to the Red Planet) وبالنسبة إلينا في المملكة والعالم العربي، فرغم الفجوة التقنية الهائلة في مجال الفضاء مع الدول المتقدمة فلدينا إمكانياتنا وخاصة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والتي أطلقت أكثر من جيل من الأقمار الصناعية السعودية وهنالك الإمارات التي أعلنت إنشاء وكالة الفضاء ومشروعها لإرسال مسبار للمريخ. وتظل النقطة الأهم في التعاون الدولي فالمملكة لديها تجربة سابقة من خلال مشاركة الأمير سلطان بن سلمان في رحلة المكوك الأمريكي ديسكفري عام 1986م كأول رائد فضاء عربي مسلم. ومن العوامل الداعمة لمشاركتنا أن هذا المشروع تحد أمام البشرية جمعاء وتأتي دعوة مسؤولي ناسا للتعاون مع الدول الأخرى والقطاع الصناعي لتعزيز الابتكار وخفض التكاليف. ولنتذكر أنه في عام 2033م سيكون رواد الفضاء وقتها هم أطفال هذه الأيام فلنغرس فيهم العزيمة والأمل ولنستثمر في مستقبلنا. وأخيراً،، على مكتبي مجسمان كرويان أحدهما للقمر والآخر للمريخ وقد كتبت عليهما أسماء المناطق هناك باللغة العربية. وطموحي كبير بأن نرى يوماً رائد فضاء من أبنائنا يرفع الخفاق الأخضر الذي يحمل النور المسطر (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ليرفرف عالياً فوق هام السحب في المريخ!! وللفائدة العلمية،،، هنالك سحب في المريخ...