قتلت فتاة تبلغ من العمر 12 عاما واصيب تسعة اشخاص بينهم سبعة عسكريين بجروح، في تبادل لاطلاق النار امس بين الجيش اللبناني ومجموعة مسلحة في منطقة ذات غالبية سنية في مدينة طرابلس(شمال)، بحسب ما افاد مصدر امني. وقال المصدر "قتلت فتاة تبلغ من العمر 12 عاما واصيب شخصان في منطقة باب التبانة (ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية)، في تبادل اطلاق نار بين الجيش ومسلحين من المنطقة". واوضح ان الفتاة كانت في الشارع على مقربة من منزلها. ووقع تبادل اطلاق النار "بعد قيام مسلحين مجهولين باطلاق النار على باص كان يقل عسكريين اثناء مروره على الطريق الدولية من جهة التبانة"، بحسب المصدر. الى ذلك استمرّت المعارك بين الجيش اللبناني ومتطرفي الجبهة الإسلامية و"لواء فجر الإسلام" في محيط بلدة عرسال وجرودها لليوم الرابع على التوالي، في حين استمرّ المسلّحون باتخاذ المدنيين من أبناء المدينة رهائن ومنع خروجهم الآمن خوفا من أن يدخل الجيش اللبناني الى المدينة. وتبيّن أن هؤلاء كانوا يخزّنون الأسلحة الثقيلة منذ أكثر من 3 أعوام ما جعلهم يحتلون عرسال بسرعة قياسية نظرا الى آلياتهم المزودة بمضادات الطيران والمدفعية وقاذفات الصواريخ يقصفون بها الجيش من داخل البلدة. وتحاول مجموعات مسلّحة فتح جبهات أخرى مع الجيش اللبناني وخصوصا في مدينة طرابلس وأمس افادت قيادة الجيش عبر بيان لها عن تعرض حافلة تقلّ عسكريين لإطلاق نار كثيف أدى الى إصابة 7 عسكريين بجروح. في هذا الوقت نشط حراك دبلوماسي غير مسبوق تمثّل بزيارات قام بها السفير الأميركي ديفيد هيل الى رئيسي الحكومة ومجلس النواب، وقال السفير هيل إثر لقائه الرئيس تمّام سلام: "إن الوضع في عرسال كان موضوع متابعة حثيثة من الولاياتالمتحدة،.. لقد أعدت التأكيد هذا الصباح وفي كل وقت - على دعم الولاياتالمتحدة للجيش اللبناني وجميع الأجهزة الأمنية اللبنانية في عملها لتأمين حدود لبنان وحمايته من الإرهاب، وعزل لبنان عن الصراعات الإقليمية من خلال سياسة النأي بالنفس" واضاف السفير الامريكي "ملتزمون بَذل المزيد من الجهد لبناء قدرات القوى الأمنية اللبنانية في مواجهة الإرهاب والتعامل مع التحديات الأخرى. ويستطيع لبنان الاعتماد على الدعم الأميركي المستمر للجيش للبناني". من جهة ثانية استمرّت هيئة العلماء المسلمين بوساطتها بالرغم من تعرض اثنين من أعضائها الى إطلاق نار كاد يودي بحياتهما. وأمس عقدت الهيئة مؤتمرا صحافيا قال فيه عضو الهيئة الشيخ رائد حليحل إن الهيئة ستكمل المفاوضات والشيخ سالم الرافعي الذي أصيب في رجله موجود في عرسال لهذا الغرض وذلك بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية. من جهة ثانية، لاقت الكلمة التي وجهها زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري الاستحسان في الوسط السياسي اللبناني وقد اعاد الحريري بكلمته تصويب البوصلة السياسية لتياره بعد تصريحات لبعض النواب التي لم تتوافق مع توجهات النسيج الإجتماعي اللبناني. وقال الرئيس الحريري:" دعمنا الجيش اللبناني في معركته ضد الإرهاب والزمر المسلحة التي تسللت الى بلدة عرسال، هو دعم حاسم لا يخضع لأي نوع من انواع التأويل والمزايدات السياسية، ولا وظيفة له سوى التضامن على حماية لبنان ودرء المخاطر التي تطل برأسها من الحروب المحيطة". ورأى ان "التضحيات التي يقدمها الجيش وسائر القوى الأمنية، هي تضحيات لا هوية طائفية او حزبية لها، ولا تنتمي الى قواعد الاصطفاف المذهبي والسياسي الذي يرهق الدولة ومكونات الوحدة الوطنية، لأنها تضحيات صافية الوفاء للبنان وشرعيته وسيادته على كامل أراضيه". ولحظ انه "بمثل ما نرفض ان تتخذ أي جهة مسلحة من تدخل "حزب الله" في القتال في سورية ذريعة لخرق السيادة اللبنانية والاعتداء على الجيش اللبناني، فإننا لا يمكن تحت اي ذريعة من الذرائع ان نستدرج الى تغطية مشاركة حزب الله في القتال السوري خلافا لكل قواعد السيادة والإجماع الوطني".