أكد مصدر أمني لبناني أن الجيش وافق على هدنة 24 ساعة في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، التي دارت فيها اشتباكات بين الجيش ومسلحين على مدى اليومين الماضيين، وأضاف المصدر أنه من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار الساعة السابعة من «مساء أمس». وقال أمين عام الائتلاف السوري نصر الحريري ل«الشرق»: إنه تم بالفعل الاتفاق على هدنة بين الجيش بوساطة لجنة من هيئة علماء المسلمين ضمت أعضاءً من الائتلاف ونشطاء من حركة «لايف»، وأضاف الحريري أن هذه اللجنة تعرضت لإطلاق نار أدى إلى إصابة عضوين منها، وقال إن المسلحين استقبلوا اللجنة ووافقوا على الهدنة مع الجيش، وأشار إلى أن الجيش اللبناني له مصلحة بالهدنة من أجل المصلحة الوطنية وإطلاق مخطوفيه، وسهل مرور لجنة الوساطة، واتهم الحريري أطرافاً لم يسمها، وقال إنها معروفة للجميع باستمرارها بقصف المدنيين في عرسال، وأكد أن القصف استمر بعد الوقت المحدد لبدء الهدنة، وأضاف أن هذه الأطراف تسعى من خلال وجودها العسكري على أطراف عرسال إلى توريط لبنان ونقل المعركة من سوريا إلى لبنان. من جهته، قال هيثم عفيسي نائب رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر إنه لا علاقة بالجيش السوري الحر وجميع مقاتليه بجبهة النصرة وتحديداً فيما يتعلق بتدخلها العسكري في منطقة عرسال بلبنان. وشدد عفيسي على أن تعاطف الجيش الحر الأساسي هو مع أكثر من 120 ألف لاجئ سوري محاصر بالمنطقة ويخشى أن تتم تصفيتهم عبر مذبحة يجري التحضير لها الآن، خاصة أنه تم السماح بخروج أكثر من 35 ألف لبناني من المنطقة فيما رفض خروج هؤلاء اللاجئين. وتابع «لكننا نريد تأمين إخوتنا الموجودين في مخيمات عرسال هناك وحمايتهم من قبل الجيش اللبناني، ولكن وكما قلت أخشى ما يدور خلف الكواليس من التحضير لمذبحة لهؤلاء اللاجئين». وأردف «أنني أناشد الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني بوقف الاقتتال وسيتم حل المشكلة بالحوار وسينسحب كل المقاتلين من النصرة وغيرهم من عرسال مقابل أن تتم حماية اللاجئين السوريين هناك». وقال عفيسي عن كيفية قيام الجيش الحر بالتنسيق للتهدئة بين الجانبين خاصة مع رفض رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أمس لأي تحاور أو تفاوض مع من سماهم بالتكفيريين، «نعم رئيس الوزراء قال لا حوار مع المسلحين ولذا فرئيس الائتلاف الوطني ومجموعة من أعضائه ومجموعة من النشطاء هم مَنْ يقومون بالتواصل والحوار مع الحكومة اللبنانية، وبالتالي هم سيفرضون على المسلحين الخروج من عرسال».