عثرت قبل فترة على عدد قديم من صحيفة الرياض يتضمن خبرا عن امرأة كندية أغمى عليها ثم استيقظت وهي تتحدث بلكنة اسكتلندية.. وكانت شارون رايموت تعمل مدربة للخيول حين سقطت على رأسها وأغمى عليها لفترة طويلة. وحين استيقظت أصبحت تتحدث بلسان غريب لدرجة لم يفهم حديثها بعض أقربائها الكنديين - ثم اتضح لاحقا أنها لهجة اسكتلندية صرفة رغم أن شارون لم تذهب في حياتها الى اسكتلندا ولم تعرف أبدا أصدقاء من هناك.. وأذكر أن صحيفة البرافدا الروسية قد أدعت أن شابة تدعى تاتاي فالو (23 عاما) تستطيع التحدث بمئة وعشرين لغة مختلفة. وتقول الصحيفة انه ثبت لديها ان تاتاي تتحدث على الأقل اللغات الصينية والانجليزية والفارسية والعربية والمنغولية والفيتنامية والكورية.. أما الأغرب من هذا فإدعاء الفتاة نفسها بأنها لم تتعلم شيئا من هذه اللغات وإنما ظهرت في رأسها فجأة بعد تعرضها لحالات صداع حادة. وتقول أنها تعرضت لأول حادثة من هذا النوع في التاسعة من عمرها حين أصيبت بصداع شديد تحدث خلاله مع معلماتها بلسان غريب. وحسب اعتقاد تاتاي - وهي من بلدة انابا في جنوبروسيا - انها تتذكر هذه اللغات من حيوات سابقة عاشتها في الماضي وأنها تتذكر في كل شهر تقريبا لغة جديدة مختلفة!! .. وحالة تاتاي بدورها لم تكن الأولى التي ترصد فيها في دول وأزمنة مختلفة.. فحسب وكالة رويتر سبق وسجلت 12 حالة في بريطانيا وحدها تحدث فيها المرضى بلهجات أو لغات أو أصوات مختلفة بعد إفاقتهم من الغيبوبة.. وأول حالة موثقة من هذا النوع تم رصدها في القرن التاسع عشر لسيدة انجليزية تدعى لورا ادموند تعاني من تعدد الشخصيات وتستطيع التحدث بخمس لغات غريبة! ومن يصاب بهذه الحالة قد يستيقظ بعد غيبوبة فيجد نفسه قادرا على التحدث بعدة لغات غريبة - وربما معارف جديدة وغير مسبوقة.. وكان الدكتور أيان ستيفنسون (من جامعة فيرجينيا) قد وثق (في عقدي الستينات والسبعينات) حالات كثيرة ادعى أصحابها أنهم عاشوا حياة ماضية. وقال ان بعضهم يملك فهما طبيعيا للغات الأجنبية لأنهم كانوا يتحدثونها في السابق.. ويدعي انه نجح في جعل هؤلاء يعودون للحديث بتلك اللغات اثناء تنويمهم مغناطيسيا !! وكنت قد قابلت شخصيا رجلا في البرازيل ناداني باللغة العربية (وأخبرني أنه كان يعمل في نادي الهلال قبل ثلاثين عام) وأدعى أنه يملك موهبة فطرية في سرعة تعلم اللغات الأجنبية.. ومن باب المزاح اختبرته سريعا في قول كلمة "شكرا" و "لو سمحت" في عشرة لغات عالمية توقفت أنا بعدها - ويمكنكم مشاهدة صورته معي في حسابي على الانستجرام.. وفي حين يفسر البعض هذه الحالة على انها مس من الجان (أو تحضير أرواح) يعتبرها البعض الآخر واحدة من القدرات الخارقة - وغير المفهومة - للعقل البشري.. أما إن سألتني عن رأيي الشخصي فأفضل عدم تفسير حالات كهذه والاحتفاظ بها غامضة لأطول فترة ممكنة.. فالظواهر الغريبة تبقى غامضة وجذابة حتى ينجح أحد في تفسيرها بشكل علمي جاف..