شهد مونديال البرازيل 2014م تألقاً لافتاً لحراس المرمى، من خلال بروز أكثر من حارس شكلوا إضافة كبيرة لمنتخباتهم، وساهموا بشكل كبير في وصول تلك المنتخبات إلى أدور متقدمة، وأثبت لنا هذا المونديال بأن قوة أي فريق أو منتخب تكمن في حراسته، إذ يستطيع الحارس أن يُصلح ما أفسده الهجوم وخطا الوسط والدفاع بتألقه، ولكن ما نشاهده الان خصوصا من بعض الحراس يفسد ما يصلحه الهجوم بسبب الاخطاء القاتلة. وتعاني كرة القدم السعودية من غياب تلك العينة من الحراس، فمنذ اعتزال أسطورة الحراسة وعميد لاعبي العالم محمد الدعيع لم تنجب لنا الملاعب خليفة له، وهو ما ظهر جلياً على مرمى منتخبنا السعودي الذي عانى كثيراً من أخطاء حراسه على مدار الأعوام الماضية، الأمر الذي كلفه الخروج من بطولات عدة وخسارة التأهل لمونديالي كأس العالم 2010م و2014م بعد أن كان حاضراً في النسخ الأربعة التي سبقتهما. صحيح أن لدينا حراسا جيدين أمثال وليد عبدالله وفهد الثنيان وعبدالله العنزي وعبدالله السديري وأحمد الكسار إلا أنهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة "السوبر ستار" التي تخولهم لعمل فارق كذلك الذي عمله مبولحي مع منتخب الجزائري أو نوير في منتخب ألمانيا أو روميرو مع التانجو، إذ ينقصهم الكثير كونهم يبرزون في فترة ويختفون في أخرى بالإضافة إلى أنهم لا يتعلمون من أخطائهم المتكررة. مسؤولو الكرة السعودية بشكل عام والأندية بشكل خاص تقع على عاتقهم مسؤولية إبراز حارس من تلك النوعية التي ظهرت في مونديال البرازيل وكانت سبباً رئيسياً في انتصار منتخباتها، لدينا مواهب عدة سواءً في الأندية أو في الحواري لكن ثمة خلل يحول دون بروزهم بدليل عجز 153 نادياً عن توفير حارس مرمى تتوفر فيه تلك الإمكانيات التي كان يتميز بها محمد الدعيع وجعلته يتربع على عرش حراسة منتخباتنا أعواماً كثيرة، والمسؤولون مطالبون بمعرفة الخلل ومعالجته.