إن سيد الكيان الصهيوني ودرعه الأعظم ومصدر قوته الأول «أمريكا» تقوم بأكثر من هلوكوست؛ بدأته في العراق وأتبعته بهلوكوستات في أقطار عربية عدة، هاهي تشتعل ويا عالم إلى أين ومتى ستنطفئ؟.. وللحق؛ لك أن تسميها هلوكوست، أو تنعّمها بحسب اللغة الأمريكية فتسميها «فوضى خلاقة» طيلة الاعتداء الصهيوني على غزة لهذا العام- الذي قارب الشهر- وجل اهتمام مبعوثي حكومات أمريكا وأوروبا وإسرائيل أن يرى العالم ما يجري في السياق التالي؛ "أن هذه الحرب مجرد دفاع عن النفس". "كيري" وزير الخارجية الأمريكية ومبعوثها عبّر عن هذا الحس الإنساني! للموقف الغربي التقليدي ثم أردف: "نحن هنا منهمكون في العمل لأن الكثير من الدم قد سفك في الجانبين".. لكن حضرته لايشغل نفسه بالمقارنة العددية الأدمغ في دلالتها على المفارقة البدهية بين الدفاع والهجوم؛ لكنه معذور!! فالدماء الزرقاء امتزجت بلون عينيه فقلبت الحسبة؛ ليصبح الجاني مدافعاً والضحية يسفك الدم الأزرق "القاني" بحسب محيط نظر عيني كيري!!.. ويتصل الصخب الأزرق ليرى "أوباما"أن" أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن ينص على غزة منزوعة السلاح" ليؤكد "الكليشة" القديمة وشعار أمريكا العظيم ب "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"الذي كرره بحزم السيد "أوباما" في تصريحاته الغاضبة ضد المقاومة.. لذلك لانستنكر درجة الهدوء الصارمة المستفيضة بالخلق القويم الناصح لتوجه للفريق المسالم"إسرائيل"! الذي استُفز، علّه يضبط نفسه الخيّرة الناشدة للسلام؛ لتصريح بان كي مون بأن"على إسرائيل ضبط النفس" فاللغة كلها تسهم في تدوير إسرائيل داخل إطار الضحية المسكينة التي من حقها الدفاع عن نفسها، ورد هجوم المحتلين الفلسطينيين؟! يبدأ هوس الهلوكوست الصهيوني ولا ينتهي بمثل هذه التصريحات الهولكوستية الحارقة؛ فإذا كان هذا الاعتداء الصهيوني الصارخ الذي يشهده العالم دفاعاً عن النفس؛ فهلاّ دللتمونا على معنى مذبحة أو محرقة أو إبادة؟!!، أم هل شرحتم معنى السجن والحصار لثمانية أعوام لمليون وثمانمائة ألف روح فلسطينية تعاني فيما تعانيه أسوأ حالات سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي والمؤن الصحية؟!!، أو أفدتمونا معنى لاندركه للدمار الشامل الذي أطلقته قاذفات "الجرف الصامد"الصهيونية فلم توفر أسرة أو بيتاً أو مشفىً أو سيارة إسعاف أو مسجداً أومدرسة أو ملجأ أو شاطئاً يلعب على ترابه أطفال غزة الأبرياء؟!! مرحباً بكم في عالم فقد حس الموازنة؛ حيث الضحية هو الجاني وحيث اللغة تستفز معانيها الكاذبة لتهبط حرباً على الضحايا وبرداً وسلاماً على المجرمين المعتدين.. لتثبت أن إسرائيل ما هي إلا كيان رفع عنه قلم المؤاخذة.. وقضية أمنه محسومة لدى المؤسسات الدولية ومجلس الأمن وهيئة الأممالمتحدة وولاياته المتحدة وغير قابلة للنقاش.. فلازال العالم يمارس لعبة الكذب على المكشوف من دماء وجثث الضحايا ليعبر عن مزيد من الانحدار الأخلاقي الحقير!!.. وبهذه الحسبة القذرة- اسرائيل اليوم تقتني السلاح المدمر وتستخدمه، وتعلن امتلاكها السلاح النووي، إضافة للأسلحة البيولوجية والكيميائية.. لتهدد الشرق الأوسط برمته وهي نائمة بأمان في سربها المغتَصب.. يختصر حقيقة التعامل الدولي للقضية الفلسطينية والعدو الصهيوني الكاتب روبرت فيسك لصحيفة الإندبندنت في مقاله"ماذا لو قتل 35 فلسطينيا و800 إسرائيلي في العملية العسكرية على غزة" بأن الحصانة التي تتمتع بها إسرائيل هي أول كلمة ستقفز إلى ذهنك عند مقارنة عدد القتلى على الجانبين... إذا عُكس الموقف ومات 800 إسرائيلي لكان الغرب سيسمي ما حدث مذبحة وليس دفاعاً عن النفس ولكانت المطالبات بتسليم تلك الأسلحة الغاشمة التي تحصد أرواح أبرياء الإسرائيليين تعالت بل ولكانت الولاياتالمتحدة تدخلت لدعم إسرائيل عسكرياً بيد أن الحقيقة التي لا يعترف بها أحد هي أن العالم لا يهتم بموت الفلسطينيين" ويواصل نقده لردة الفعل العالمية إزاء الاعتداء الصهيوني "رد الفعل الدولي لم يعبأ كثيرا بالقتلى والجرحى من الأطفال والرضع الفلسطينيين أو أولئك الذين يدفنون قتلاهم تحت القصف، ولم تبحث المنظمات الدولية حتى توفير ممرات آمنة لنقل المصابين". تؤكد لغة الأرقام حديث الكاتب المنصف ديفيد بالتالي: سقط للجيش الإسرائيلي حتى ثاني أيام عيد الفطر 43 جندياً وهي أعلى حصيلة منذ حرب 2006. وقتل أكثر من 1200 فلسطيني غالبيتهم العظمى من المدنيين. بمعدل سقوط عشرة أطفال كل يوم.. بينما قتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين.. ويخبرنا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن عدد الجنود المرتزقة الذين يقاتلون بجيش الاحتلال": أكثر من ستة آلاف جندي يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية وكندية وجنسيات أخرى، منهم على الأقل 2000 "أمريكي" يقاتلون في جبهات عدة في الجيش الصهيوني معظمهم على جبهة غزة" ويوجه المرصد نصيحته للدول التي ينتمي لها أولئك المرتزقة بالإسراع في منع أولئك المجندين من الاستمرار في هذا العمل في ضوء اقتراف الجيش الإسرائيلي لهذه الجرائم المروعة.. عن هؤلاء "المرتزقة الجهادييين" كتب الأمريكي كليتون سويشر مقالاً بعنوان "جهاديو أمريكا الإسرائيليون" تحدث فيه عن مرتزقة الجيش اليهودي من الأمريكان: "جاءوا مؤخراً يرتدون زي الدولة الإسرائيلية، يشاركون باختيار حر في العدوان على سكان غزة، إنهم المتطوعون الأمريكان الذي ساهموا في إزهاق أرواح ما لا يقل عن 633 فلسطينياً مدنياً" وعن تساؤل مشروع حول مفهوم العنف والإرهاب المزدوج لدى أمريكا تساءل الكاتب: "متى كانت المرة الأخيرة التي شاهدت فيها أي مواطن أمريكي يحاكم بتهمة دعم مستوطنين إسرائيليين يمارسون العنف (أو بتهمة أنه واحد منهم) أو بتهمة الانتماء إلى جماعات متطرفة مثل مجموعة كاهانا حي؟)".. وبدورنا نسأل: وأين التوجه الأمريكي والحرب على الإرهاب الذي تقبض به على رقاب الآخرين من هذا التورط الفاضح في دعم إرهاب العدو الصهيوني بجنود ومواطنين أمريكان؟!! ثم يفصّل الكاتب الحر المأساة جراء هذه الأزدواجية المفهومية للإرهاب: "يعتبر دعم إسرائيل في اضطهادها للفلسطينيين أمراً مؤسسياً. لن نشهد إغلاقاً للجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية التي تتخذ من أمريكا مقراً لها وتجمع الأموال المعفية من الضرائب لصالح المستوطنين الإسرائيليين. وستستمر مصلحة الضرائب في السماح بهذا التمويل لأعمال عدائية في مخالفة صريحة للسياسة الأمريكية المقررة (ولعل الحجة، كما تعرفون، هي أن من تمارس ضدهم هذه الأعمال العدائية "يشكلون عقبة في طريق السلام") ويختم برجاء يفهمه أهل الفكر الحر ويصطلي بنار حقد الإرهابيين بنظرتهم الشمولية: "كلنا رجاء أن يتمكن الآخرون من التمييز بين النظام والشعب في أمريكا". اليوم، نعيش عربدة إسرائيلية باهضة الأثمان ندفع فاتورتها من كرامتنا وإنسانيتنا، وبدم فلسطيني خالص مختوم بختم الأرض الجريحة والشعب المكلوم المطارد على أرضه المنهوبة خيراته المقهور في ملكه، والحال أمام قوة دولية ظالمة تعبث بالأمن والسلام وتبيع الحروب لما لانهاية للإبقاء على مستعمر مغتصب يفتك بأصحاب الوطن الأصليين أشبه ماتكون بإعلان حرب صهيوصليبية؟! إننا أمام محرقة حرقت ببطشها قلوب مسالمة، فأثناء هدنة 12 ساعة فقط استخرج الفلسطينيون 39 جثة فلسطينية من تحت الأنقاض، حق لك أيها الإنسان أن توجه مفهوم الدفاع عن النفس إلى من تنطع به لمصلحة الصهاينة الغاصبين!! إن سيد الكيان الصهيوني ودرعه الأعظم ومصدر قوته الأول "أمريكا" تقوم بأكثر من هلوكوست؛ بدأته في العراق وأتبعته بهلوكوستات في أقطار عربية عدة، هاهي تشتعل ويا عالم إلى أين ومتى ستنطفئ؟.. وللحق؛ لك أن تسميها هلوكوست، أو تنعّمها بحسب اللغة الأمريكية فتسميها "فوضى خلاقة" جميعها تحمل ذات المعنى وتهدف لذات المصير التدميري الخطير والمتوحش للأقطار العربية.. فبحسب نظرية كيسنجر المسماة" نظرية النثار" لإقامة منظومة إقليمية جديدة تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد أو الشرق الأوسط الكبير، التي تجعل إسرائيل القوة الإقليمية الأساسية" في المنطقة، وتبقى بقية الأقطار العربية نثار وكيانات مقزمة تنتمي لصلات ماقبل الوطنية والقطرية؛ كالقبيلة والطائفة والأيديولوجيا والعرق والعائلة والفرد الزعيم وهلم جرا.. طالع من حولك؛ كل الأقطار العربية المدمرة بهذا النثار الولائي بدءا من العراق إلى مالا نهاية.. لتدرك: أنها حتمية تنفيذية للعنة وثيقة سايكس بيكو.. وكنتائج للفوضى الخلاقة؛ في سورية قتل أكثر من 150000 خلال ثلاث سنوات، 700 قتيل في يومين حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أما العراق فتتفاوت مصادر الإحصاء حول قتلاه؛ فمنذ 2003 إلى 2006 فقط تجاوز في مجلة لانسيت الطبية البريطانية 601 ألف قتيل، وفي مركز استطلاع الرأي (ORB) مليون و33 ألف لغاية 2007.. والوضع يشابه الانفجار المدمر في ليبيا قبائلياً، وغيرها من أقطار الصراع العربية.. هل سبق ورأيتم دعوة للجهاد ضد العدو الحقيقي "المستعمر الصهيوني"؟، شخصيا لم أسمع؛ حتى في الأيديولوجيا المتفجرة في العراق باسم الجهاد، بل حتى الفلسطيني عبدالله عزام عندما أراد الجهاد خرج لأفغانستان مدعوماً ببركة أمريكا لقتال الروس.. وهاهي كتائبه المباركة تتبنى تفجيرات في سورية وغيرها من مناطق الصراع الأيديولوجي!! وفي ظل مخاطر تصعيد النزاع والانقسام الإقليمي حول الحرب الصهيونية يخرج بعض الإعلاميين عن طورهم العقلي والمهني والوطني ليوفروا جهدهم لمزيد انقسام داخل بلدانهم التي تعاني حرباً داخلية لمصلحة الأيديولوجيا الدينية، فجمال سلطان رئيس تحرير (المصريون) ينتقد في مقال له جهود مصر المشهودة في احتواء الأزمة وتهدئة الأوضاع وإدانة المجازر أمام المحاكم الدولية مشككاً في مصداقيتها، ومتهماً بلاده "مصر" بأنها "فقدت أي قدرة على أداء دور الوسيط، مما استدعى وزير الخارجية الأمريكي أن يأتي بنفسه ليقوم بالدور" لقد غاب عنه في ظل ولائه الحماسي لأيديولوجيته الطائفية بأن مصر قدمت أكثر من مئة ألف شهيد وضعفهم من الجرحى نصرة للقضية الفلسطينية على مدار تاريخها.. وستظل وفية للقضية رغماً عن مكر وإفلاس الإعلام الطائفي المؤدلج اليوم الإنسان الفلسطيني الحر الأبي يواجه كذب الصهاينة في غرب العالم البعيد، وهواة الردح الإعلامي العربي المقهورين على فوات دورهم في مسرحية "الفوضى الخلاقة"..ليرد بشجاعته المهيمنة على مشهد الاعتداء مردداً: فلسطين تحميك منا الصدور فإما الحياة وإما الردى فالكلمة الفصل له يحققها بمقاومته المباركة للمحتل الصهيوني.. ولو كره الصهاينة الغاصبون..