اتهمت لجنة مؤلفة من الكنائس البرسبيتيرانية الأمريكية خمس شركات أمريكية بالإسهام في إشعال فتيل العنف ضد الفلسطينيين، وتعهدت بسحب أسهمها التي تقدر بالملايين من رؤوس أموال هذه الشركات وهذه الخطوة تعتبر تنفيذاً لقرار الكنائس البرسبيتيرانية الذي اتخذ في العام الماضي بالضغط الاقتصادي على الشركات التي تحقق ربحا من السياسة التي تنفذها إسرائيل في الضفة الغربيةوغزة، وهذه الشركات هي كاتربلر وسيتي جروب وITT وموتورولا وUnited Technologies التي تصنع محركات طائرات تستخدمها الطائرات التي نشتريها من أمريكا، وقد اتهمت الكنائس ما عدا سيتي جروب ببيع أسلحة ومروحيات وأدوات للرؤية الليلية لاسرائيل وكذلك أدوات للاتصالات، وهذه الخطوة التي اتبعتها الكنائس الامريكية تشبه سياسة المقاطعة التي اتبعها العالم أجمع ضد ممارسات الابارثيد التي كانت تتبعها الحكومة البيضاء في جنوب افريقيا والتي أسهمت في سقوطها وانتهاء التمييز العنصري فيها إلى الأبد، وإنني أجد في نفسي كثيراً من الحرج لأدعو الحكومات والشعوب العربية إلى مقاطعة هذه الشركات إذ أن مثل هذه المبادرة كان يجب أن تأتي من جانبنا، لا أن ندع الغير يسبقنا إليها، بل إنني لست متأكداً من أن الحكومات العربية أو حتى الشعوب ستقاطع هذه الشركات بعد أن قاطعتها الكنائس الأمريكية لاسيما وأنني قرأت بالأمس أن حجم التجارة بين إسرائيل والدول العربية قد وصل في العام الماضي إلى سبعة ملايين دولار، وقد يعتبر البعض هذا المبلغ تافهاً إلا أن دلالته خطيرة لأنه تسليم بمبدأ التبادل التجاري مع إسرائيل وإقرار له، وتمهيد للقبول بالسوق الشرق الأوسطية التي ستلعب فيها إسرائيل الدور الرئيسي والذي سيجذر التفوق الإسرائيلي على العرب إلى الأبد، فيا للعار وأي عار هذا في الوقت الذي يجري فيه عزل الفلسطينيين في قطاع غزة والاستيلاء على كل الضفة الغربية بما في ذلك القدس، ولا استطيع أن أزيد فقد شرقت بالدموع.