تبنى الاتحاد الأوروبي أمس مجموعة واسعة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا لإرغام الرئيس فلاديمير بوتين على تغيير نهجه في أوكرانيا، فيما أعلنت واشنطن أنها عاكفة على إعداد مجموعة عقوبات جديدة ضد موسكو. وتشمل الاجراءات الأوروبية الجديدة فرض مجموعة من القيود على قطاعات المالية والدفاع والطاقة لزيادة الضغط على روسيا بسبب تدخلها المستمر في أوكرانيا ودعمها للانفصاليين الموالين لموسكو. واعلنت المتحدثة باسم الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الاوروبي انه "تم التوصل الى اتفاق سياسي حول مجموعة عقوبات اقتصادية" خلال اجتماع لسفراء الدول ال28 في بروكسل. وحتى الآن فرض الاتحاد الأوروبي تجميد اصول وحظر منح تأشيرات تستهدف اشخاصا وشركات ومرافق وسلطات محلية يعتقد الاتحاد انها ساهمت في اشعال الازمة في اوكرانيا. وترتبط العديد من الدول الأوروبية ومن بينها المانيا وايطاليا بعلاقات اقتصادية وثيقة مع روسيا التي تزود الاتحاد بثلث احتياجاته من الغاز، ما يجعل من الصعب على بروكسل الاقتداء بواشنطن من حيث حجم العقوبات التي فرضتها على موسكو. وقال هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الاوروبي أن العقوبات الجديدة هي "تحذير قوي" ولكن يمكن العودة عنها اذا ما غيرت موسكو مسارها في اوكرانيا. واضاف رومبوي في بيان ان العقوبات التي تستهدف القطاع المالي والدفاع والطاقة "يقصد منها أن تكون تحذيرا قويا" لروسيا بأن تصرفاتها في أوكرانيا لا يمكن التساهل حيالها، ولكن اذا غيرت روسيا مسارها، فان الاتحاد الاوروبي "مستعد للعودة عن قراراته". وفي الإطار ذاته، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس إن واشنطن تعكف على إعداد مجموعة من العقوبات الجديدة ضد روسيا لدورها في إشعال الأزمة في أوكرانيا. وأوضح كيري "نحن نعكف حالياً مع أوروبا على اعداد عقوبات اضافية" وذلك بعد تبني الاتحاد الأوروبي مجموعة واسعة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا. الا انه اضاف ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يزال امامه خيار يتعلق بقدرته على التأثير على الانفصاليين" في اوكرانيا. وفي تصريح بعد اجتماع مع نظيره الاوكراني بافلو كليمكين في مبنى وزارة الخارجية، كشف كيري عن انه ناقش المخاوف الاميركية بشان الدور الروسي في اثارة الاضطرابات في شرق اوكرانيا في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس. وقال انهما "اتفقا على ان هناك طريقة لمحاولة وضع بعض المقترحات المحددة جدا على الطاولة لمحاولة التقدم الى الامام". الا انه اضاف ان "الروس ومن يوصفون بالمتطوعين يواصلون نقل الاسلحة والاموال والافراد عبر الحدود. ونحن نرى ذلك. ويوجد دليل واضح عليه". وخلال هذا الاسبوع، نشر المسؤولون الاميركيون ما قالوا انه صورا لمدفعية روسية تطلق النار من داخل روسيا على مواقع عسكرية اوكرانية. وقال كيري ان "الرئيس بوتين يمكن ان يصنع فرقا هائلا في هذا الوضع اذا اختار ان يفعل ذلك، ونحن وشركاؤنا الاوروبيون سنتخذ اجراءات اضافية ونفرض عقوبات اوسع على قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي اذا اضطررنا لفعل ذلك". واضاف "نامل ان لا يكون ذلك ضروريا. ولكن اذا ما استمر الروس في السير على ذلك الطريق، فان روسيا لن تترك امام المجتمع الدولي اي خيار". وانتقد كيري مرة اخرى الصعوبات التي يواجهها المحققون الدوليون الذين يحاولون الوصول الى موقع تحطم الطائرة الماليزية التي اسقطت قبل عشرة ايام ما ادى الى مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 298 شخصا. وقال انه اذا لم يتمكن المحققون من الدخول "فلن يتمكنوا من جمع الحطام، ولن يتمكنوا من جمع ادلة أخرى من الموقع للتمكن من إجراء الفحوص الضرورية". واضاف انهم "لن يتمكنوا حتى من ضمان انتشال رفات جميع الضحايا، وهذا امر صعب على اية عائلة، كما انه سلوك غير مقبول". وتابع انه "يجب اغلاق الموقع، ويجب الحفاظ على الادلة، وعلى روسيا أن تستخدم نفوذها القوي على الانفصاليين من أجل المساعدة" على القيام بذلك.