يتسابق كثير من الشرفيين في معظم الأندية نحو وسائل الإعلام من أجل الظهور بمظهر الشرفي الداعم، فضلاً عن أنهم يمثلون خط الدفاع الأول في أنديتهم على المستوى الإعلامي، وهم في الواقع ليسوا إلا باحثين عن بقعة ضوء في الإعلام على طريقة "نحن هنا".. المواقف والقضايا الكثيرة قبل وأثناء وبعد الموسم الكروي تحمل الكثير من الشواهد على هذه العينة، فعندما يتحدث مثلاً عضو شرف اكتفى بتسديد رسوم العضوية الشرفية أو قدم سلفة مالية لإدارة أي نادٍ، تجده يظهر إعلامياً وكأنه من أوقف النادي على قدميه، متناسياً أن الأندية ككيانات لايمكن أن تقف على رجل واحد، في ظل الصرف المالي الكبير في السنوات الأخيرة، وهؤلاء الشرفيون ربما يكونون أفضل بكثير من نظرائهم الذين يعتقدون أنهم أوصياء على أنديتهم وأنه لابد من استشارتهم وأخذ رأيهم وعدم اتخاذ أي قرار دون الرجوع إليهم، وعند العودة لما قدموه من أموال، في زمن لاتعترف فيه الرياضة إلا بمن يملك المال، نجد أنهم لم يقدموا أي دعم، بل إنهم يقومون بتأليب الرأي العام داخل النادي على الرئيس أو أعضاء إدارته أو المدرب، من خلال إعلاميين مقربين مثلاً أو حتى معرفات على مواقع التواصل الاجتماعي، مايساهم في تكوين تيارات معارضة تسير وفق أهواء هؤلاء الشرفيين وتؤدي إلى تنفير العاملين في النادي، وفي أحايين كثيرة الدخول في صراعات مع هذه الأطراف الخاسر الوحيد منها هو النادي وعشاقه.. يبدو هذا واقعاً وحقيقياً، خذوا على سبيل المثال أولئك الشرفيين الذين يشوهون علاقات أنديتهم بالأندية الأخرى، والشواهد هنا كثيرة وليس ماحدث لأحد الشرفيين مع النادي المنافس العام الماضي ببعيد. هذه العينة من الشرفيين، لايمكن أن تقبل على رئاسة أنديتها حتى وإن عرضت عليها، لأنها تعرف صعوبة المهمة ومشقة العمل في الوسط الرياضي، ولاتريد أن تضخ المال، لكنها لاتتورع عن إثارة المشاكل داخل وخارج النادي، وإن دعمت فهي تدعم بمبالغ بسيطة لاتذكر.. فمتى يعرف هؤلاء أن زمن الوصاية والدعم بالملاليم ولى بلارجعة؟