نضحك كثيرا على أنفسنا إذا اعتبرنا أن الدور الشرفي بصفة عامة .. ونفوذهم وسلطتهم في أنديتهم بصفة خاصة .. قد تقلصت بعد دخول الشركات الراعية على الخط .. وتقديمها ملايين الريالات لرعاية تلك الأندية .. أضف إلي ذلك الموارد المالية الأخرى ومنها النقل التلفزيوني والإعلانات ودخل المباريات وبنود لا أعرف عنها شيئا ..!! ** سقطت هذه الأوهام .. وما يحدث في الاتحاد والنصر برهان ساطع على بقاء الحال على ما هو عليه حتى مع ملايين الشركات الرعاية .. فاللغة الشرفية صامدة ومتحكمة ونافذة وفي بعض الأحيان متسلطة .. وفي أندية أخرى فإن هذه الحالة موجودة لكنها بصورة أقل .. ربما لأن الاستقرار فيها يمنع ظهورها للعلن ..!! الدعم المشروط من الشرفيين ما زال قائما .. والتنازلات من قبل الإدارات أيضا مازالت قائمة .. وهناك القلة من يرفضون هذه الوصاية .. ويسيرون بعيدا عن الإملاءات لقوة شخصيتهم الإدارية .. وقدرتهم المالية .. ولن أجانب الصواب إذا صنفت إدارة الاتفاق واحدة ممن فرضوا عملهم ورأيهم على الشرفيين ..!! وبصراحة أكثر .. كنا نعتقد قبل أزمتي النصر والاتحاد الحاليتين .. أن النفوذ الشرفي أو الوصاية الشرفية على الأندية تقلصت كثيرا بعد ملايين الرعاية .. لكن الواقع أننا عشنا في وهم .. فالمساءلة لم تتغير كثيرا عن الماضي ..!! ** هذا الخلل يؤكد لنا .. أن هناك الكثير من النواقص يجب سدها .. ليس في أندية الدخل المحدود .. أو الأندية الفقيرة والمعدومة .. بل في الأندية الكبيرة ذات المداخل المالية الكبيرة ..!! ** صراع الشرفيين مع إدارات الأندية وفرض الوصاية عليهم .. هي قصة قديمة جديدة .. لكنها في زمن الاحترافية أصبحت مضحكة للغاية .. والسؤال كيف تخصص الأندية .. والحال على ما هو عليه الآن ؟! والسؤال أيضا لتلك الأصوات العالية التي تتهم الرئاسة وكل الجهات المعنية بالبطء في تنفيذ مطالب الاتحادين الآسيوي والدولي بتخصيص الأندية .. وهي التي لم تتعد حتى خطوة الاستغناء عن الشرفيين ؟! مطلوب فضح الداعمين للأندية تحت مبدأ الوصاية والعنترية .. ومطلوب أكثر محاربة هذه الظاهرة .. لأنها تعطل العمل المؤسساتي في الأندية .. ولأنها وصمة عار في جبين الأندية مع دخولها الاحترافية الإدارية لأندية عمالقة ..!! أعتقد أن المواجهة المعتادة بين إدارات الأندية وشرفييها تحتاج لوقفة جادة في هذا الوقت بالذات .. فالدعم المشروط أو التخلي عن النادي موضة يجب مسحها من قاموس الرياضة .. خصوصا أن الموارد المالية الحالية للأندية قد تساعدهم في فك هذه العقدة المشروطة .. والوصاية غير المرغوبة .. والأمر يحتاج فقط للشجاعة من قبل الإدارات .. ولكن هناك خيطا رفيعا ما بين رفض الوصاية وتطفيش أعضاء الشرف الراغبين في دعم النادي بدون فرض شروط أو تدخل مهين في تفاصيل العمل اليومي للإدارات .. وهؤلاء يجب المحافظة عليهم حتى بالأسنان .. وليس فقط بالكلام ..!! مطلوب فضح الداعمين للأندية تحت مبدأ الوصاية والعنترية .. ومطلوب أكثر محاربة هذه الظاهرة .. لأنها تعطل العمل المؤسساتي في الأندية .. ولأنها وصمة عار في جبين الأندية مع دخولها الاحترافية الإدارية لأندية عمالقة ..!!