يعود العيد كعادته.. دون أن يخلف المواعيد.. لا يتكلّف.. بإحساس لم يتخذ اسماً له بعد.. بل يأتي حضوره في حدود التسمية.. يأتي.. العيد.. بالفرح.. وإنهاء القطيعة.. بيننا وبين ماتعثرنا به.. ولايزال ممتداً يواصل احتفاله باستمرارية البقاء..! يأتي العيد بمذاقه.. المعتاد.. وأيامه المنسابة في إنسانيتها..! يحلُ علينا.. "كسيد بحضوره".. لا يحتاج إلى مجالسة أسئلة.. ولا يلتفت للباحثين عن الأجوبة..! يقترب منا بأضوائه الخاصة.. وبنهاره النهار.. الذي لا يحتاج إلى تفسير.. متجاوزاً ما لا نريد أن ننعتق منه سلاسل الواقع المرير..! هذا العام ليس مختلفاً عن أعياد الأمة العربية التي تحل منذ سنوات والدماء تنزف.. وأصوات الموجوعين.. والمحاصرين تحتاج إلى تحرير لغة أخرى.. لتكتب بها..! يعاود العيد حضوره ليدثرنا بأريج آيامه.. وليفرض علينا ممارسة الإصغاء ولو للحظات.. ليمكّننا من ملامسة الفرح.. والتعاطي معه.. في مفهومه الخاص به..! يحتوينا العيد.. كحاضنة بألوان طيفه.. وفرحة آيامه.. لنعود إلى القلب الأنقى.. ولنستأنس بحلم.. نعيشه ولا نرتوي به..! العيد ليس حكاية.. نتدثر بها.. ولكنه عالم مفتوح اعتاد أن يزورنا محملا ً.. بالحب..! اعتاد أن يقودنا إلى عالمه دون بوصلة.. ليشّرع غيمته.. الماطرة به.. ولينهمر علينا عطره.. لنكتب أننا عشنا في آيامه..! يختصنا العيد بالحب.. وما تبقى علينا من نثر وتوزيع هذا الحب.. فللعيد دورة واحدة فقط.. تزرع الفرح.. ولو للحظات وتجمّع الأحبة.. وتخلق التقارب.. وتتجاوز لتخلق ذائقة إحساس تحتفي بالمحبة الخاصة..! وإشراق الأمل.. والرؤية بأعين تبحث عن الحب.. وتصافح.. بسلام.. يتلفت نحو القلب.. ويعايد ببياض الدواخل.. كل عام.. وأنتم بخير.. كل عام وأنتم بسلام وهدوء.. كل عام.. ومحبتكم.. وارفة.. وآيامكم تختص.. بالحب.. وتستظل به.. كل عام وآيامكم بيضاء ومشرقة.. تُفتن.. بانهمار الضوء.. وتُزهر وتتفتح.. بأريج الحياة.. والود ينعاد عليكم وأنتم بأفضل حال.. وعيدكم.. عيد الفرح..!