عمت حالة من الصدمة والغضب اوساط الفلسطينيين في الضفة الغربية مع توالي انباء المذبحة المفتوحة التي تقترفها قوات الاحتلال في قطاع غزة واخرها مجزرة حي الشجاعية التي اوقعت اكثر من 50 شهيداً ونحو 250 جريحاً. وخرجت تظاهرات في العديد من المناطق ابزرها في مدينة رام الله حيث جاب المتظاهرون الشوارع وتوجهوا الى مقر الصليب الاحمر، ونظموا اعتصاما طالبوا خلاله المنظمة الدولية بممارسة الدور المناط بها في حماية المدنيين العزل والابرياء في قطاع غزة وتقديم المساعدة اللازمة للمنكوبين. كما خرجت تظاهرة مماثلة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية. بدورها، اعلنت السلطة الفلسطينية الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح الشهداء في قطاع غزة وآخرهم شهداء مجزرة الشجاعية التي ارتكبها جيش الاحتلال بدم بارد، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى. بدوره وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من العاصمة القطرية الدوحة أمس نداء إلى المجتمع الدولي طالبه فيه بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وفرض وقف إطلاق النار، والذي أسفر حتى اللحظة مئات الشهداء والاف الجرحى. من جانبها، دانت الرئاسة الفلسطينية في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية "وفا" المجزرة البشعة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فورا، وحذرها من استمراره. بدورها، طالبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأممالمتحدة وكافة الدول والمجموعات الدولية بإدانة مجزرة حي الشجاعية وغيرها من المجازر التي ارتكبتها دولة الاحتلال في قطاع غزة، مؤكدة أن الصمت الدولي هو الذي يشجع هذه الحكومة على المضي في جريمتها الدموية البشعة وتوسيع نطاقها. ودعت اللجنة الدول العربية المجاورة إلى الإسراع في إرسال الطواقم والمساندة الطبية القادرة على التعامل مع حجم هذه المجزرة؛ بسبب نفاد مخزون معظم المواد الطبية، وازدحام المستشفيات بالمئات والآلاف من الضحايا. وثمنت اللجنة التنفيذية مبادرة أربع دول أميركية لاتينية بسحب سفرائها وطرد سفراء إسرائيل احتجاجا على المجزرة المستمرة، داعية المزيد من الدول إلى انتهاج الطريق ذاته. من جهة اخرى، دعت نقابة الصحافيين في بيان لها أمس الاتحاد الدولي للصحافيين وكافة النقابات الصحافية الإقليمية والدولية إلى التحرك الفوري لحماية الصحافيين الفلسطينيين، ووقف سياسة الاحتلال الإسرائيلي باستهدافهم واستهدافها للمدنيين الفلسطينيين العزل. وأكدت النقابة أن استهداف جيش الاحتلال للشهيد خالد حامد الذي يعمل في وكالة "كونتنيو" للإنتاج التلفزيوني، وإصابتها للمصور الصحافي كريم الترتوري بجروح، وقصفها لمنزل الصحافي المذيع في إذاعة الشعب محمود اللوح، يأتي في إطار الاستهداف المتعمد للصحافيين الفلسطينيين الذين يكشفون للعالم جرائم الاحتلال ضد المدنيين العزل.