يعتبر الألم هو أهم علامة تحذير تدل على وجود المرض. إن الطريقة المثلى لعلاجه وإزالته هي علاج سببه. ومع ذلك فإن المسكنات كثيرة النفع لسرعتها في جلب الراحة وإزالة الألم. والمسكن يزيل الألم دون أن يؤثر في الإحساسات الأخرى أو يسبب النوم. ولكلمة مخدر معان كثيرة، فتطلق في علم المصطلحات الطبية على كل مادة تزيل الألم وتسبب النعاس، ولكنها تُطلق قانوناً على مواد معينة يجب الحذر في استخدامها واستعمالها لأنها تؤدي إلى الإدمان. والمخدر الذي يستعمل في العمليات الجراحية يزيل الألم ولكنه يبلد الإحساسات الأخرى لتمييز اللمس والحرارة، ويسبب حالة تشبه النوم يفقد المريض فيها الإحساس بالألم مهما اشتد. هناك مسكنات الألم الخفيف: فمثلاً الأسبرين وهو أحد مركبات الساليسيلات وهو حمض أسيتيل ساليسيلات ويعتبر أسهل المسكنات وأكثرها استعمالاً، ويفيد في علاج الصداع والتهاب الجيوب والحالات المماثلة، ولكنه لا ينفع في حالات علاج آلام الأعضاء الباطنة كالقلب والأمعاء، ويستعمل عادة في تخفيف حدة الحمى ورد الفعل الناجم عن الالتهابات عموماً. تعتبر الجرعة الآمنة من الأسبرين للبالغين قرصان كل منهما0.3 جم كل 3 إلى 4 ساعات ويجب عدم تجاوز تلك الجرعات الموصى بها إلا بعد استشارة الطبيب المختص، وبحسبان دقيق حتى لا نقع في محاذير سيولة الدم. وهناك المسكن المعروف بأسم الإيبوبروفين وهو عقار يخفف الحمى وبعض الالام الشائعة مثل الصداع والام العضلات والام الطمث، كما يقلل من التورم وقابلية الالتهاب الناتجين عن التهاب المفاصل وغيره. ومن المسكنات البسيطة ايضاً مركبات الباراسيتامول مثل البنادول والتايلنول والفيفادول. ويمكن تناول الجرعات الموصى بها للمسكنات البسيطة دون خطر ما، وعلى الرغم من ذلك تجب الحيطة عند استخدامها، لأن تناول جرعات كبيرة منها مُدداً وفترات طويلة دون أوامر ونصائح الطبيب وبخاصة مركبات الأسبرين فيناستين، قد يكون خطراً يتلف الكلية، وقد يسبب الأسبرين نزفاً بالمعدة أو الأمعاء ويجب على مريض القروح الشديدة بالمعدة والأثنى عشر والأمعاء تجنبه. والتسمم باليسيلات مشكلة كبيرة وبخاصة بين صغار السن، فقد يتناولون أقراص الأسبرين المحلاة خطأ بدلاً من الحلوى (ساليسيلات المثيل والذي يوجد في زيت عنب القط خطر جداً). وعادة يسعف من يبتلع جرعة كبيرة من الساليسيلات بأن يشرب عدة أكواب من الماء أو الحليب لتخفيف أثرها ويدخل أصبعه في فمه من أجل أن يتقيأ ثم ينقل بعد ذلك بسرعة إلى المستشفى ومعه الزجاجة التي ابتلع منها الدواء ليسهل معرفة وتحديد العلاج المناسب. وهناك المسكنات القوية، وهي المسكنات التي لا تصرف إلا بتذكرة طبية، وتتباين صفات هذه الأدوية وقوتها، ويعرف كل الأطباء الكثير عنها، هذه المسكنات القوية تزيل كل أنواع الألم تقريباً ولكن تكمن خطورتها في أحداث الإدمان. إذا لم تستعمل بحذر وحرص وحكمة. وهي مصنفة جميعاً في قائمة المواد المخدرة التي لا تستعمل إلا بشروط خاصة وجميع الصيادلة حريصون على عدم صرفها إلا بتوصية طبية موقعة. يمتنع بعض الأطباء أحياناً عن صرف هذه المسكنات القوية عند فحص المريض، حيث أن إزالة الألم قد تقف حائلاً بين الطبيب وتشخيص المرض، والتشخيص الصحيح ضروري لإنقاذ حياة المريض، وبالأخص في آلام البطن والألم غير العادي الشديد والذي يعتبر علامة مهمة لهداية الطبيب وإزالته بالمسكن قد تزيد الحالة تعقيداً. وهناك عدداً من المسكنات المتوسطة بين القوية والضعيفة فمثلاً مركب الكودائين والذي هو أحد مركبات الأفيون لا يعتبر في قوة المورفين الذي هو أحد مركبات الأفيون أيضاً ولا خطر من إدمانه، وكذلك مركب الدكستروبروكسيفين المعروف باسم الدارفون غير مخدر وله قوة وقدرة مركب الكودائين في إزالة الألم وأضعف منه في إحداث الإدمان، كما أن هناك مركبات أخرى لعلاج الصداع النصفي مثل الإمقرين وكذلك الآلام العصبية الأخرى. علاج الآلام الشديدة المزمنة: يعتبر الألم الذي يستمر أسابيع وشهوراً كألم السرطان لا يزال أحد معضلات الطب، وقد يضعف أثر أحد المسكنات القوية إذا اعتاده الجسم، والإدمان لا يؤبه به (لا يلتفت إليه) في الأمراض المستعصية، إذ أن المشكلة الكبرى في هذه الأحوال هو تخليص المريض من الألم، ويلجأ الطبيب أحياناً إلى وسائل أخرى غير استعمال الأدوية المسكنة، كحقن الكحول وغيره من المركبات في الأعصاب لمنعها من نقل الإحساس بالألم من العضو المريض. وقد يلجأ إلى جراحة في المخ أو الحبل الشوكي. هناك أدوية أخرى تزيل الألم: لقد كشف الأطباء أن هناك أدوية أخرى غير المسكنات تساعد في إزالة الألم بتأثيرها في الطور النفسي لإدراك الألم، ومن ذلك المهدئات (المطمئنات النفسية) والأمفيتامينات والأسكوبولامين والكحول. إن خير وسيلة لإزالة الألم هي البحث عن سببه ومن ثم علاج هذا السبب، فبمجرد إخفاء الألم لا يزول المرض، وكثيراً ما يخفي الأعراض التي يؤدي إلى التشخيص فيتأخر العلاج عن الوقت الحاسم في القضاء على المرض. واختفاء الألم دون علاج المرض ليس دليلاً على الشفاء منه ففي التهاب الزائدة الدودية مثلاً يختفي الألم نظراً لانتشار المرض وإتلافه للأعصاب المجاورة، كما أن عودة الألم يعد وقف استعمال الدواء دليل على أن الشفاء ما زال غير تام. وعادة يزول الألم بالراحة ويزداد بالحركة. لذلك وجب الحد من الحركة (حركة الجسم) كله أو جزئه المصاب. تستعمل عادة الحرارة في علاج الألم ويجب اتباع الطبيب في هذا الصدد كما تفيد البرودة كذلك أحياناً فقد عرف أن كيس الثلج يزيل الصداع الشديد. مسكنات الألم بالأعشاب الطبية وزيوتها: هناك عدد من الأعشاب الطبية وزيوتها تستعمل مسكنات للألم ومن أهمها الآتي: 1) البردقوش: يعمل البردقوش على تهدئة آلام الصداع النصفي توضع ملئ ملعقة أكل من مجروش تبات البردقوش على ملئ كوب ماء مغلي ويترك 10 دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل 3 مرات يومياً بعد الوجبات. كما أنه يزيل الصداع الناتج عن سوء الهضم. 2) نبات حمى القش feverfew : وهو علاج ناجح جداً للصداع النصفي الذي يعرف بالشقيقة وهناك مستحضر يؤخذ بمعدل كبسولة واحدة 3 مرات يومياً بعد الوجبات. 3) الناردين المخزني: الجزء المستخدم من هذا النبات هي جذور النبات ويعتبر مسكن قوي ويوجد منه مستحضر تؤخذ بمعدل كبسولتين قبل النوم ليلاً حيث يزيل الأرق والقلق ويحسن الدورة الدموية ويزيل تعب وتوتر العضلات وكذلك الآلام المختلفة بالجسم. 4) بذور الكتان: يعمل على تسكين آلام الالتهابات بمختلف أنواعها. يؤخذ ملئ ملعقة كبيرة من مسحوق البذور وتوضع على ملئ كوب ماء مغلي ويترك لمدة 10 دقائق ثم يشرب بمعدل كوب صباحاً وكوب عند النوم يومياً. 5) ثمار اليانسون: وهو يعالج أو يسكن آلام الصداع والصداع النصفي يؤخذ ملئ ملعقة كبيرة وتوضع على ملئ كوب ماء مغلي ويترك ينقع لمدة ربع ساعة ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب واحد بعد كل وجبة. 6) الأذريون: يخفف من آلام السرطان عند بدء اكتشاف المرض وكذلك يسكن تشنج العضلات ومانع للنزيف ولائم للجروح. توضع ملئ ملعقة صغيرة من أزهار الأذريون على ملئ كوب ماء مغلي وتترك لمدة 10 دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل 3 مرات في اليوم. 7) عروق الصباغين Celandine : تستخدم جذور هذا النبات لتسكين السعال الديكي والنزلات الشعبية. يؤخذ ملئ ملعقة صغيرة من مسحوق الجذر وتوضع على ملئ كوب ماء مغلي ويترك ينقع لمدة 10 دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل مرتين في اليوم بعد الوجبات. 8) نعناع القطط (عشبة الهر) Catnip : تحتوي على زيوت طيارة. تستعمل مهدئة لآلام المعدة وطاردة للغازات وضد الإسهال يوجد منها مستحضر على شكل كبسولات يؤخذ كبسولتان بمعدل 3 مرات يومياً بعد الأكل. 9) حشيشة الدينار (جنجل) Hops: وهي تهدي حالات التوتر النفسي والأرق وكذلك تسكن التوتر العصبي. يوجد مستحضر على شكل كبسولات يؤخذ كبسولة واحدة بمعدل مرتين يومياً بعد الطعام. 10) الصفصاف الأبيض white willow: الجزء المستعمل هو القشور وذلك لتسكين الالتهابات المختلفة ويخفض درجة الحرارة وآلام الظهر. كما يسكن ألم المفاصل. يوجد مستحضر مقنن منه على شكل كبسولات يؤخذ كبسولتان بمعدل مرتين في اليوم بعد الوجبات. المصادر: 1) أ.د. جابر سالم القحطاني : الجزء الثاني والرابع موسوعة جابر لطب الأعشاب : العبيكان للنشر والتوزيع الطبعة الأولى 2007م، 2009م. 2) أمين زكي الحضري : دواء لكل داء : مكتبة مدبولي 2000م. البردقوش حشيشة الدينار (جنجل) الصفصاف الأبيض نبات حمى القش