طالما اهتمّ الفاتيكان بوضع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط وثمة بيانات عدّة تصدر عن الدوائر الفاتيكانية تشير دوما الى الموضوع المسيحي، وغالبا مع يتحدث المسؤولون في الفاتيكان وفي طليعتهم البابا فرنسيس مع الدول ذي النفوذ والفاعلية في المنطقة من أجل حثّها على حماية المسيحيين من أيّ خطر قد يحدق بهم، ولكي تبقى المنطقة هادئة بعيدة من اية توترات. لا يزال الملفّ اللبناني في يد وزير الخارجية الكاردينال مامبرتي، ويدرك المعنيون أن للفاتيكان سياسة واحدة لا تتجزّأ ركيزتها مصلحة المسيحيين في العالم أجمع ومع قناعة بأنّ مصلحة المسيحيين في الشرق الأوسط هي في انفتاحهم على جيرانهم المسلمين والتعاون معهم. ومن جهة ثانية يحث الفاتيكان المسيحيين أنفسهم على إبقاء التعايش مع المسلمين وخصوصا في لبنان "الوطن الرسالة" كما وصفه البابا القديس يوحنّا بولس الثاني. وبنظر لفاتيكان أن لبنان بلد فريد من نوعه نظرا الى تعدّد الطوائف التي تعيش فيه، وبالتالي فمن مصلحة المسيحيين الدائمة الحوار المستمر مع الطرف الآخر. بالنسبة الى الشغور الرئاسي قالت أوساط فاتيكانية مطلعة ل"الرياض" بأن الفاتيكان الذي يتصرّف بهدوء إزاء الإستحقاقات يعبّر عبر ممثليه وقاصديه عن ضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن وذلك لطمأنة المسيحيين اولا وعودة سير مؤسسات الدولة بشكل طبيعي. التعاون مع الصرح البطريركي في بكركي قائم بشكل عام، لكنّ الفاتيكان لا يتدّخل في تكتيكات البطريرك الكاردينال بشارة الراعي واساليبه التي تبقى ملكا له وحده. يفعّل الفاتيكان حاليا شبكة علاقاته الواسعة منذ مدة من أجل إيجاد مخرج للأزمة الرئاسية اللبنانية، وهو يقوم باتصالات عبر القنوات الدبلوماسية مع الدول الفاعلة وفي طليعتها المملكة العربية السعودية عبر فرنسا والولايات المتحدة الأميركية من أجل إجراء الإستحقاق الرئاسي اللبناني بأقرب فرصة ممكنة. بعد حوادث العراق الأخيرة حيث تمّ تفريغه بشكل شبه نهائي من المسيحيين يعتبر البابا فرنسيس أن المسيحيين اللبنانيين هم الركيزة ومركز الثقل في المنطقة. بالنسبة الى سوريا يستمرّ الفاتيكان في وضع العناوين العريضة من دون الدخول في تفاصيل، فالفاتيكان هو ضدّ الفوضى وضدّ العنف ومع الحريات بمختلف أشكالها وضدّ الديكتارتورية وما يهمّه هو التطبيق الحقيقي للديموقراطية.