كما في الفاتيكان كذلك في بيروت وقع تنحي البابا بينيديكتوس السادس عشر عن الكرسي البابوي بإرادته كالصاعقة على اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا. فعدا أنها المرة الأولى التي يقدم فيها البابا استقالته منذ 600 عام، فمنذ توليه البابوية نجح الكاردينال الألماني في وضع بصماته على ملف المسيحيين المشرقيين انطلاقا من لبنان. ووسط السجال اللبناني عن زيارة بطريرك الموارنة بشارة الراعي الى دمشق للمشاركة في مراسم تنصيب البطريرك يوحنا العاشر اليازجي على كرسي إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ثم ترؤسه قداس مار مارون ولقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ما أثار موجة غضب جديدة ضده ولا سيما من "تيار المستقبل" وفريق "14 آذار" " إذ إنها ستفسّر أنها دعم للرئيس بشار الأسد"، أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان أن "البطريرك هو راعي الموارنة في إنطاكيا وسائر المشرق". وقالت أوساط ديبلوماسية فاتيكانية في بيروت ل"الرياض" إن " زيارة الراعي الى مسيحيي سوريا هي بمباركة فاتيكانية، وخصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها هذا البلد بمسيحييه ومسلميه". وأشارت الى أن الراعي "هو أول بطريرك ماروني يزور دمشق بناء على رغبة بابوية طالما أكد عليها البابا بينيديكتوس السادس عشر الذي زار لبنان وجعل بطريركه كاردينالاً وحمّله مسؤوليات عدّة ليؤكد أن هذا البلد الصغير هو القلعة المسيحية في المشرق العربي بنظر الفاتيكان". ولفتت الى أن " الفاتيكان لا يؤيد أشخاصا ولا يدعم فريقا بل يكتفي بالإعلان عن مواقف تدين العنف وتدعو الى السلام ونبذ القتل واحترام الأديان، وبالتالي لا يمكن البتة تأويل الزيارة على أنها دعم للرئيس الأسد". ولفتت الأوساط الديبلوماسية الفاتيكانية الى أن " استقالة البابا بنيديكتوس السادس عشر سيكون لها مفاعيلها على مسيحيي الشرق لأنه حمل همّهم كما سلفه البابا يوحنا بولس الثاني، فزار لبنان والأردن وقبرص ونظم مجمعا لمسيحيي الشرق وأطلق لهم إرشادا رسوليا من لبنان، وبالتالي فإن استقالته سترسم علامات استفهام عدة حول مصيرهم مع البابا الجديد الذي سيعلن عنه في نهاية آذار (مارس) المقبل بعد انعقاد مجمع الكرادلة". ولفتت الأوساط الفاتيكانية الى أن "استقالة البابا(85 عاما) تجعله صاحب الكلمة الأقوى في اختيار خلفه الجديد".