أبدت مصادر مقربة من الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ارتياحها للأجواء التي سادت المحادثات التي أجراها في الفاتيكان والقاهرة وشملت وزير خارجية الفاتيكان دومينيك مامبرتي ونائبه وشيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وقالت ان اللقاءات تمحورت حول الموقف من الربيع العربي وضرورة طمأنة المسيحيين في الشرق وتبديد مخاوفهم من بعض الأحداث التي حصلت أخيراً في مصر والعراق. وكشفت المصادر نفسها ل «الحياة» ان الفاتيكان يدرس ايفاد ممثل عنه الى لبنان في الشهر المقبل للوقوف على حقيقة ما يدور فيه والتأكد من أنه في منأى عن الأحداث الجارية في المنطقة العربية وخصوصاً في سورية لما لها من تأثير على وضعه الداخلي. كما كشفت ان الفاتيكان يدرس حالياً احتمال الدعوة لاستضافة مؤتمر مسيحي عام للقيادات الروحية المسيحية في المنطقة على أن تشارك فيه القيادات الروحية الإسلامية بصفة مراقب. وكان السنيورة التقى مامبرتي في الفاتيكان في حضور الوزير السابق طارق متري الذي تربطه به علاقة جيدة وهو يتواصل معه باستمرار، اضافة الى الأمين العام ل «هيئة الحوار الإسلامي - المسيحي» في لبنان محمد السمان والدكتور رضوان السيد. ثم انتقل السنيورة ومعه متري والسيد الى القاهرة، وعقد لقاءات شملت الى امام الأزهر، رئيس الحكومة المصرية عصام شرف ووزير التعليم العالي معتز خورشيد والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى وسفير الفاتيكان في مصر مايكل فيتزجرالد. وفي شأن محادثات السنيورة في الفاتيكان علمت «الحياة» ان وجهات النظر كانت متطابقة حول ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان والسعي الدائم من أجل التهدئة ونبذ كل أشكال العنف لحماية العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين. وأكدت المصادر أن الفاتيكان يدرك أن الربيع العربي واقع وان التغيرات في المنطقة حاصلة ولم يعد من الجائز الوقوف في وجه هذه المتغيرات وبالتالي لا بد من دراسة كيفية التلاؤم معها للحفاظ على الشراكة بين المسيحيين والمسلمين. ولفتت الى ان ما يهم الفاتيكان في الوقت الحاضر التركيز على تضافر الجهود لمنع حصول مشكلات طائفية خصوصاً في لبنان في ظل حركة التغيير التي تشهدها المنطقة. وأضافت: «قلق الفاتيكان على مصير المسيحيين في المنطقة قائم انطلاقاً من الاعتداءات التي استهدفت المسيحيين والكنائس في مصر والعراق بسبب الممارسات التي قامت بها مجموعات متطرفة في البلدين ضد المسيحيين. لكن هذا لا يعني ان الفاتيكان ضد حركة التغيير في المنطقة العربية بمقدار ما انه يسلط الأضواء على ما حصل لمنع تكرارها وتفاديها وقطع الطريق على من يحاول تعميمها على بلدان أخرى». وتابعت: «الفاتيكان يبدي حرصه على التعامل مع الواقع الجديد في المنطقة العربية وهو من هذا المنطلق يشدد على أهمية التعاون لتبديد المخاوف وحال القلق». وعن المحادثات التي أجراها السنيورة في الأزهر، قالت المصادر ان الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب «ايجابي الى أقصى الحدود في العلاقة بالمسيحيين من ناحية وبالثورات العربية من ناحية ثانية». وأوضحت ان امام الأزهر شدّد على ضرورة القيام بكل ما هو مطلوب لطمأنة المسيحيين والمشاركة معهم في بناء مستقبل مصر. وقالت انه حريص على الاستقرار في لبنان وان رئيس الحكومة المصرية عبّر عن الموقف ذاته.