اثبتت الدراسات العلمية حاجة الجسم لطاقة عالية حتى يكمل عملية الهضم بعد تناول الوجبات الغذائية، ما يؤثر تأثيرا مباشرا على الاحتياج الفعلي للطاقة لباقي اعضاء الجسم، واكدت الدراسات دور الصوم في توجيه الطاقة المتولدة بالجسم نحو القضاء على السموم الموجودة في الغدد والجهاز العصبي، والقضاء بشكل سريع على التراكمات المرضية والنفايات السامة والخلايا الميتة، مع زيادة معدل نمو الخلايا الجديدة، وتوليد الانسجة وزيادة نسبة الاوكسجين بالجسم. اوضح ذلك الدكتور وسام عادل بمستشفى دلة وقال "هناك امثلة تؤكد فطرة الانسان لممارسة الصوم، منها ان الطفل عندما يمرض فانه يفقد شهيته للأكل ويمر بفترة مشابهة لفترة الصوم، وبذلك يوجه كل الطاقة المتولدة بجسمه لمحاربة المرض، وفي الحديث الذي رواه الامام احمد "صوموا تصحوا" دلالة مباشرة ان في الصيام صحة للأبدان." واشار الدكتور وسام عادل الى ان الصوم يعتبر راحة اجبارية لمختلف اعضاء الجسم مثل المعدة والكبد، باعتبارها من اكثر الاعضاء التي يصيبها التعب والاعياء من عمليات الهضم والاستخلاص المتواصلة ليل نهار، وكما اكدت الدراسات بأن صيام يوم واحد يطهر الجسم من الفضلات المتراكمة بالجسم لأكثر من عشرة ايام، ولهذا فان صيام شهر رمضان يخلص اجسامنا من فضلات وسموم عام كامل. واكد الدكتور وسام عادل بان الصيام يعتبر أقدم شكل من أشكال الرعاية الصحية، وقد اثبتت الدراسات وبشكل قاطع تأثير الصوم الايجابي بمحاربة امراض الفم والاسنان، حيث تعتبر الاسنان نوع من العظام المتخصصة تخضع لقوانين التغذية مثلها مثل باقي عظام الجسم، وكان الاعتقاد الخاطئ بأن الصيام وتقليل الغذاء قد تؤثر على الاسنان، مع العلم انه لا توجد اية دراسة او دليل عن خسارة او ضعف بالعظام اثناء فترة الصوم، بل اثبتت الدراسات تحسن وضع الاسنان والأنسجة المحيطة بها وانخفاض معدلات آلام الأسنان اثناء فترة الصيام. ونصح الدكتور وسام عادل بالابتعاد عن تناول الوجبات الغذائية الكبيرة على الافطار، والاكتفاء بما يحتاجه الجسم بعد فترة الصوم، ومحاولة الابتعاد عن الدهون التي تحتاج طاقة كبيرة لهضمها وامتصاصها، والاكتفاء بالوجبات الصحية وبالكميات المعقولة. كما اضاف الدكتور وسام بان هناك فرق بين مصطلحي الصيام وقلة التغذية، لأن الصيام وكما امرنا الله تعالى ورسوله الكريم يكون لفترات محدودة ولمدة ثابتة سنويا، اما قلة التغذية فتعتبر حالة مرضية يجب معالجتها، وان فترة الاطمئنان النفسي والروحي التي يمر بها المسلم خلال هذا الشهر الفضيل تسهم في تحسين سير الوظائف الحيوية لكل اجهزة البدن، فضلا عن كونه فرصة للتخلص من السموم الموجودة في الجسم ومنحه فرصة لإعادة بناء الانسجة الضعيفة ومحاربة الامراض.